مهرجان التراث والشعوب في العاصمة عدن !!
ما جرى في مهرجان التراث والشعوب بعدن يفتح باب تساؤلات مشروعة حول مفهوم الشعوب الذي رفع كشعار بينما التطبيق جاء انتقائيا ومحدودا.
حيث شاركت دول عربية واجنبية كالهند وإريتريا والسودان والعراق بشكل رمزي وهو امر ايجابي من حيث التنوع الثقافي والانفتاح لكن في المقابل تم تغييب محافظات يمنية بالكامل وكانها خارج الجغرافيا والتاريخ والذاكرة اليمنية.
ان كان هناك تحفظ سياسي فكان بالإمكان على الأقل تقديم المشاركة تحت اي إطار ثقافي جامع يراعي الواقع دون إقصاء ونحن لليوم بظل دولة يمنية اما ان يفتح الباب لثقافات خارجية ويغلق في وجه مكونات يمنية اصيلة فهذا يطرح علامات استفهام كبيرة لمعنى مسمى مهرجان التراث والشعوب !!
هل كان الهدف إظهار تميز محافظة بعينها ؟ ام خوفا من المنافسة والتنوع الحقيقي الذي يغني المهرجانات ولا ينتقص منها؟ التراث لا يقاس بالاقصاء ولا يصنع بالانتقاء بل بالشمول والاعتراف بالجميع والسؤال الاهم اين عدن من كل ذلك واظهارها بشكل باهت غير متميز والمهرجان باسم عدن واين التنوع الفني من رقص واغاني والذي يجب ان يكون حاضرا الى نهاية المهرجان .
وفي النهاية اذا اردنا ان نقول ان المهرجان نجح فليكن نجاحا حقيقيا يعكس تنوع اليمن وثقافاته كافة وهي دعوة صادقة للمختصين والمثقفين لان نقدم لمدينتنا عدن ما يليق بتاريخها ومكانتها عبر مهرجان تراثي ثقافي اصيا متكامل يظهر عدن كما هي مدينة ريادة لا مدينة مناسبات.
مهرجان يبرز تاريخ عدن وتراثها واظهار تاريخها رياضيا وثقافيا واعلاميا واجتماعيا وما قدمه ابناؤها للمسرح والسينما وللاذاعة والتلفزيون وللحركة الرياضية وتاسيس الاندية الى جانب توثيق معالمها التاريخية بكل تفاصيلها صيرة الصهاريج ،السدود، الأسوار، الكهوف، بحار عدن، ومسميات الميناء وتاريخه العريق.
عدن لا تحتاج تزييفا ولا اختزالا بل رؤية مهنية تعيد تقديمها كحاضرة ثقافية وإنسانية صنعت التاريخ وأسهمت في تشكيل الوعي والفن والإعلام في المنطقة.




