لماذا تُطبق الدول العربية قرارات الأمم المتحدة بينما تتجاهل إسرائيل التزاماتها؟
في الوقت الذي تلتزم فيه الدول العربية بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، تواصل إسرائيل انتهاك هذه القرارات دون أي عقاب. بينما تُفرض العقوبات والتوصيات على الدول العربية، تبقى إسرائيل بمنأى عن أي ضغوط حقيقية للامتثال للقوانين الدولية.
منذ قرار تقسيم فلسطين عام 1947، لم تتوقف إسرائيل عن تجاهل القرارات الدولية التي تطالبها بالانسحاب من الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية. قرار رقم 242 (1967) يُعد مثالًا صارخًا على ذلك، حيث يدعو إلى انسحاب إسرائيل من هذه الأراضي، إلا أن الدولة العبرية اختارت تجاهل هذه الدعوات، مما يطرح تساؤلات ملحة حول مدى فعالية الأمم المتحدة في فرض إرادتها.
إن استمرار المجتمع الدولي في التعامل مع القضية الفلسطينية بطريقة انتقائية يُعتبر نفاقًا واضحًا. بينما تُفرض العقوبات على الدول العربية بسبب انتهاكات محتملة، تظل إسرائيل محصنة من أي تدابير قانونية أو اقتصادية. هل يُعقل أن تبقى دولة تحتل أراضي الغير وتُغير معالمها التاريخية دون أن تُحاسب؟
على الدول العربية أن تُعيد النظر في استراتيجياتها السياسية والاقتصادية. لماذا تُطبق هذه الدول القرارات التي تأتي من الأمم المتحدة، بينما تُعاني القضية الفلسطينية من الإهمال؟ يجب أن يكون هناك تنسيق عربي أقوى، وأن تُطرح خيارات اقتصادية وسياسية للضغط على المجتمع الدولي للعمل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
إن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل العديد من الدول، بما في ذلك دول كبرى، يزيد من أهمية القضية ويُظهر أن هناك إجماعًا دوليًا على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. ومع ذلك، فإن هذا الاعتراف لا يُترجم إلى ضغط حقيقي على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية.
كما قال الشاعر عبد الله البردوني:
"وَموطنُ العربِ المسلوبِ والسلبِ،
أرضُنا التي سُلبت، كأنما غاب عنها السلم والسلام.
غضبنا كالرجال ولم نرضَ،
فلا العزيمة عادت، ولا الأحلام.
حكامنا، إن تصدوا للحمة، اقتحموا،
وأنت صدى لهم، المستعمر انسحبوا،
هم يفرشون الجيش، والغزو أعينهم،
ويدعون، وتوبى قبل أن يتوبوا."
تساؤلات مشروعة تطرح نفسها: لماذا تستمر الدول العربية في الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، بينما إسرائيل تتجاهلها بلا رادع؟ لماذا لا يتحد العرب في مواجهة هذا التحدي، ويطالبون المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته؟ هل حان الوقت لتبني استراتيجيات جديدة تتجاوز البيانات والشجب، وتُفعّل أدوات الضغط الدولي على إسرائيل؟
في الختام، إن الموقف العربي يجب أن يكون أكثر قوة وحزمًا في مواجهة هذه التحديات. الوقت قد حان لتوحيد الصفوف والعمل على تغيير هذه المعادلة الظالمة، حيث يجب أن تُطبق العدالة الدولية على الجميع، دون تمييز.
إن اعتراف الدول بدولة فلسطين يُعتبر خطوة إيجابية، لكن يجب أن يتبعها ضغط فعّال على إسرائيل لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل.