المطلوب: قرار لتوحيد جيوش الشرعية وعندها سيصبح الحو,,ثي مجرد ذكرى سيئة في تاريخ بائد.!...

كان عبد الملك الح...وثي قابعا في كهوف صعدة حين أقنع نفسه بأنه "السيد"، فرفع إصبعه خطيبا ومهددا ومتوعدا، بينما لم يكن في الحقيقة سوى سجين جغرافيا متخلفة يحاول أن يتحول إلى قدر إلهي.
 وعلى مدار سنوات، كبرت المليشيا حوله، لا بفكرها، بل بالرعب والمال المنهوب، مثل بيت من ورق يتظاهر بالقوة لكنه سينهار عند أول نسمة حقيقية من التحدي.

لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن المليشيا لا تقوم على العقيدة بقدر ما تقوم على رأسها، رأس واحد، قطيع هائل...

ذلك أن عبد الملك ال..حوثي ليس قائدا سياسيا أو عسكريا، إنه مجرد صنم حديث، يُبجل وسط هتافات الموت التي تستهلك أتباعه أكثر مما تستهلك خصومه. ولو اختفى، بأي شكل من الأشكال، لوجدنا فجأة النصف من هؤلاء الأتباع يبحثون عن "سيد" جديد، أو ينضمون لجبهة أخرى، أو يتذكرون أن لديهم عقولا كانت مغلقة بالتعبئة الطائفية لسنوات...

والسؤال الذي يستحق أن يقال على جدران كل معسكر، ويوضع في كل نشرة أخبار، بل ويلقن لكل مسؤول في الحكومة الشرعية حتى يحفظه عن ظهر قلب، كنوع من العلاج بالصدمة..

نعم ، لماذا لا يمكن أن تتوحد جيوش الشرعية؟ لأن هناك في كل زاوية قائدا يريد أن يكون "الرقم الصعب"، ورئيسا يخشى خسارة امتيازاته أكثر مما يخشى خسارة اليمن، وأحزابا تظن أن الحرب فرصة لتقاسم الكعكة بدلا من الانتصار.
بالتأكيد جيش الشرعية ، بكل أسف، يشبه أوركسترا تعزف في اتجاهات متضادة، قائد ينظر شرقا، وقائد آخر يقول له: "لا، عليك أن تنظر غربا"، فيما تظل المعركة الحقيقية معلقة بين الخطابات الرنانة واللجان والاجتماعات المطولة التي لا تنتهي بشيء. ولو تمكن هذا الجيش من توحيد صفوفه، لن يكون مجرد قوة ضاربة، بل إعصارا يكتسح المليشيا من جذورها. لكن السؤال الأكثر إلحاحا: هل يوجد إرادة حقيقية لذلك؟..

في الحقيقة على هامش هذه الفوضى، هناك رجال يعملون بصمت، يستعدون، يضعون خططا لا تذاع على القنوات، ولا تتسرب إلى وسائل الإعلام، لأنهم يعرفون أن الصراع ليس مجرد حرب بين بندقية وأخرى، بل هو إعادة ضبط لمسار اليمن كله.
نعم ، هؤلاء يعرفون أن المليشيا، مهما بلغت من التوحش، ليست سوى ظاهرة صوتية تعتمد على الترويع، وحين تواجه قوة منظمة، ستنهار كما ينهار الوهم أمام الحقيقة...

لكن المشكلة ليست في الجيش فقط، بل في من يملك قرار استخدامه. فحين يكون القائد مجرد سياسي يخاف من فقدان كرسيه أكثر مما يخاف على شعبه، يكون الانتصار مؤجلا إلى حين يأتي زمن لا مكان فيه للخائفين والمترددين...

في اليمن، صارت بعض الكلمات تُستخدم بتضخيم لا علاقة له بالواقع، مثل "الصمود الأسطوري" الذي ينتهي بانسحاب مخز، و"المواقف التاريخية" التي لا تسجل في أي كتاب، و"القرارات الحاسمة" التي يتم التراجع عنها بعد ساعات. .

لكن أكثر ما يستحق السخرية هو استخدام كلمة "جدا" بطريقة تكرارية هزلية...

يقال: الوضع سيئ جدا جدا جدا، كأن التكرار يضيف شيئا إلى الحقيقة، والحل قريب جدا جدا جدا، وكأن المبالغة تجعل الوهم يبدو واقعيا. 
لكن الحقيقة الوحيدة هي أن الصراخ لا يحسم المعارك، ولا التهويل يجلب الانتصار، بل الإرادة والقرارات الفعلية على الأرض...

بمعنى أدق ، كل ما هو هش ينهار، ولو بدا شامخا جدا جدا جدا...

كذلك عبد الملك الحوثي هو الهشاشة بكلها أمام شعب حر. فهو لا يملك رؤية ولا مشروعا حقيقيا، بل مجرد شعارات جوفاء تحتمي خلف قوة السلاح. فيما كل سلطته قائمة على الخوف، وعندما ينكسر هذا الخوف، لن يبقى له أثر. 
نعم ، شعب اليمن الحر ليس بحاجة إلى معجزات، بل إلى قرار لتوحيد جيوش الشرعية وعندها سيصبح الحوثي مجرد ذكرى سيئة في تاريخ بائد.!....