العد التنازلي لانطلاق مهرجان ثقافي هو الأول من نوعه بعدن 

رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تثقل كاهل المواطن، تظل عدن مدينة نابضة بالإبداع والثقافة، يحافظ أبناؤها على بريقها رغم الصعاب.

 بين هذه السطور سوف نصف الوجه الآخر لهذه المدينة، التي ينبض قلبها دائما بالحياة والفن رغم كل التحديات. 

عند مكتب الثقافة بعدن، بدا المكان وكأنه عالم صغير من الإبداع؛ لوحات الأطفال الملونة تزين المكان ، وأصواتهم المليئة بالابداع تتناغم مع همسات المنظمين الذين يسعون لإطلاق تظاهرة ثقافية هى الأولى من نوعها تحمل عنوان مهرجان الطفل الموهوب 

تشرفت بزيارة مكتب الثقافة بعدن، ومعي ابني محمد وضاح، ليشاهد أقرانه الأطفال خاصة أن غالبيتهم في مستوى عمره ،لغرض في نفسي او محاولة لتحفيز شغفه بالإبداع . 

وما أن دخلنا قاعة مسرح الفنان رائد طه بحافون، أذهلنا الإبداع الذي يملأ المكان. لوحات الأطفال الملونة وأصواتهم المتناغمة جعلت القاعة تنبض بالحياة، وكأن المدينة تتجدد من بين التعب، ويعود الفرح ليضيء وجوه أطفال يحملون بذور المستقبل.

قبل التطرق للتفاصيل، يجب أن أروي لكم قصة المهرجان، الذي انطلق كفكرة ابتكرها حبيبنا الجميل أسامة المحوري، نائب مدير عام ثقافة عدن، وقدمها لموسيقارنا الكبير أحمد صالح بن غودل، ليحولها إلى مشروع حي ينبض بالحياة ويحتفي بمواهب الأطفال بمناسبة يومهم العالمي في العشرين من نوفمبر الجاري.

أما عن تفاصيل المهرجان، فسيُقام بعد أسبوع برعاية كريمة من معالي وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، وبمشاركة منظمة اليونيسيف للطفولة، ليصبح منصة تحتفي بمواهب الأطفال، وتمنحهم مساحة للإبداع والتعبير عن أحلامهم في الغناء، والرسم، والمسرح، والأدب.

عند دخولنا القاعة، بدا المشهد أمامنا كعالم صغير ينبض بالحياة؛ أصوات الأطفال تتعالى متناغمة مع ألوان لوحاتهم التي تحكي لحظات من الجمال والإبداع، وكأن كل زاوية من المكان تهمس برسالة واحدة مفادها : أن عدن، رغم التحديات، ستظل مدينة للإبداع والفن والفرح والأمل.

من أبرز ملامح المهرجان التي لفتت انتباهي في حديثي مع الزميل نزار القيسي، مدير العلاقات العامة والإعلام بمكتب الثقافة، حرص مكتب الثقافة بعدن على إعادة الحياة لمسرح الدمى – مسرح عدن للعرائس، الذي كان في ستينيات القرن الماضي ثاني مسرح للعرائس في الوطن العربي بعد مصر، ليعيد هذا الفن التراثي الرائع إلى الأجيال الجديدة.

فن "مسرح الدمى" الذي سيُقدَّم لن يكون مجرد عرض للأطفال، بل تجربة تربوية متكاملة تنبض بالتراث والحياة. فقد قدمت فرق محلية مثل “ثراء لفنون الدمى والعرائس” عرض “طائر الشمعدان”، واستمرت مبادرة مسرح الطفل والعرائس بقيادة الراحل أبوبكر القيسي في نقل هذا الفن إلى أجيال جديدة، بينما أضافت عروض الكركوس الشعبية نكهة فريدة وعمقًا ثقافيًا لأحياء

ثلاثة أيام هي مدة المهرجان الذي تبقى لافتتاحه مايقارب الاسبوع لكنها بلا شك ستكون حافلة باللحظات الساحرة والفرح الذي لا يُنسى. خلال هذه الأيام القليلة، ستتحول عدن إلى فضاء ينبض بالإبداع والخيال، حيث يلتقي الفن بالطفولة في لوحة واحدة مليئة بالألوان والأحلام، لتظهر المدينة أمامنا كما لم نرها من قبل، نابضة بالحياة والأمل.

 ختاما .. نستطيع القول بأن مهرجان الطفل الموهوب الذي ستحتضنه العاصمة عدن في 20 نوفمبر الجاري ، لن يكون مجرد حدث عابر، بل رحلة احتفالية بالطفولة وإبداعها. 

خلال أيامه، سيعيش كل طفل تجربة حقيقية للتعبير عن أحلامه، من الغناء والرسم إلى المسرح واللعب الحر، عدن، رغم كل الصعاب، ما زالت هي المدينة التي عهدنا ارثها الثقافي والحضاري ، كمدينة تحتضن الفن، وتزرع الإبداع في كل زاوية من زواياها.