الكتابة للتقييم، وليس للهدم
نحن دائمًا ما نؤكد، من أن المصلحة العامة ينبغي أن تكون من الأولويات، لهذا الوطن دون سواه، وذلك كي تستقيم الأمور بالصورة المثلى، وحتى لا يفهم من ذلك، من أن من يكتب، أو يشير حول موقف، أو موضوع، أو مسألة، ما ترتبط أو تتعلق باليمن، عليه إلا يتدخل في أمور كهذه، لإنها لا تتعلق به، بقدر ما هي من إختصاص أولئك المسؤولين، الذين هم على رأس السلطة، وبإعتقادي بأن أمرًا كهذا يعتبر خطاءً كبيرًا، وينبغي ألا يسود مفهوم كهذا، أو يترك على عواهنه، لإنه يضر بمصلحة الوطن والمواطن في آنٍ معًا.
وبالتالي نحن دُرجنا للأسف، على تلك المفاهيم المغلوطة... لماذا..؟
لإن المرء حال ما يكتب حول ظاهرة، أو حدث، أو مشكلة ما، فهذا لا يعني بأنه يتدخل في أمور الآخرين، (كلا) وإنما هو يكتب أو يشير حول ذاك، أو تلك القضية للتنبيه، بهدف تفادي إشكال كهذا، حتى لا يتسع ويكبر من ما هو عليه.
وأمرٌ كهذا ينبغي على التو، الوقوف أمامه، ووضع المعالجات والحلول اللازمة له، لإن إشكال كهذا، أو قضية كهذه هي في الأساس من مسؤولية السلطة القائمة، ومن هو مسؤول عنها، ولذلك يستوجب التعاطي معها بمسؤولية جادة، وليس التهرب أو التنصل عنها، ومن ثم تركها على ذاك النحو الغير مسؤول، سيما من قبل أولئك الذين هم على سلطة البلد، في مواقع ومناصب قيادية.
كما هو حاصل اليوم، حيث نرى بأن الأمور مرشحة، أو تتجه كليةً نحو الهاوية، وليس هناك أي بصيص من الأمل، سوى أن تعيد السلطة الشرعية، النظر فيما يحدث أو يعانيه هذا الوطن، من أوضاع سيئة للغاية، في شتى المجالات، بدليل ما هو جارٍ حاليًا، وبصورة باينة للعيان، حيث أن معظم الخدمات الأساسية غير متوفرة، ومن ذلك، المياه، الكهرباء، الصحة، التعليم، الغاز المنزلي، وغيره.
إذًا.. ما الذي يريدون منا، أن نتحدث أو نكتب عنه..؟
أن نقول.. كل شيء تمام يا فندم، (لا) هذا غير مقبول، لإن أولئك البشر من المسؤولين هم المستفيدون، من هذه الأوضاع الحالية، حيث إنه حال ما تنتقد أو تسلط الضوء، حول قضية أو مشكلة ما، تتعلق بالوطن، سواءً كان ذلك الشأن يتعلق بتأجير جزر يمنية، أو بإستقطاع أراضي، أو تأجير مؤسسات الدولة للشركات الخارجية، كما حدث للمؤسسة العامة للإتصالات بعدن، وكذا ميناء عدن، وغيرها.
ترى أو تجد سرعان ما يظهر العديد من تلك الأصوات النشاز، والتي لا تريد أن تظهر الحقيقة للناس، وكذا ماذا يجري في هذا البلد، المغلوب على أمره، بل تريد أن تُسكت أي صوت، أو قلم يُظهر الحقيقة، حتى لا تنكشف الأمور.
بقدر ما أن الأمور، هي بشكل عام متردية، إلى حد لا يطاق، لذلك لنمعن النظر حول ما يجري في هذه الآونة، من إرتفاع مخيف لكل شيء في هذا البلد، أكان ذلك ما يتعلق بالمواد الغذائيةالأساسية، أم الإستهلاكية، وغيرها.
ناهيك عن إيجارات السكن للبيوت، حيث وصلت الأمور إلى وضع غير منطقي وكارثي حقًا، ولا يمكن تقبله، حيث إن إيجار البيت وصل بالحد الأدنى إلى ١٥٠ ألف ريال، وبالمتوسط، إلى ٢٠٠ ألف ريال، والأعلى ٣٥٠ ألف ريال، وهناك نسبة من يدفع بالريال السعودي، فضلًا عن سعر وايت المياه، حيث وصل من ٩٠ ألف ريال يمني، إلى ١٢٠ ألف ريال، وهكذا.
وبالتالي أود القول.. هنا إنه حال ما تكتب، حول جانب من هذا الجوانب، أو غيرها تُصّنف حالًا، أو يقال عنك، آه هذا حوثي، وآخر يقول هذا داعشي، والبعض يقول، هذا إنفصالي، والآخر يقول.. هذا من حراس الجمهورية، وهناك من يقول.. لا هذا.. من رفاق الشيوعية، وهذا من يقول ليس معنا.
ولذلك أقول.. بإن أمورًا كهذه متروكة للزمن، ولن يصح إلا الصحيح، لإن الناس جُبلوا على المدح والنفاق، أو الكلام المعسول، وبالتالي لا يمكن أن يوافقوك على ما تكتب، لإن ذلك يخالف آراءهم وما يسعون إليه، بأن تبقى الأوضاع على حالها، لإنهم يعيشون في نعيم وهنأ، أو وضع رغد.. بينما الآخرون لا يحصلون على لقمة العيش، إلا بالكاد، والمضاربة، والعراك الشديد في هذه الدنيا القاسية، وعلى هذا أود القول.. لأولئك النفر، من الناس بأن الكتابة حول موضوع معين، هو للتقييم وليس للهدم، الهدف من ذلك تفادي الأخطاء والعمل، على معالجتها للتو، ليس إلا.
وفي الأخير أستحضر وأقول ذلك الكلام المأثور، والذي يحمل دلالات ومعاني عظيمة، لمناضل ومفكر وأديب كبير.. حيث يقول.. ستظل الكلمة ركيكة المعنى، مجزأة الحرف، إذا لم تكن من أجل الشعب.



