الخديعة الكبرى: كيف تم تفكيك ألوية الجنوب قبل غزو 1994م؟...
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في التاريخ دروس، لكن في الجنوب صارت الدروس مجرد فصول من الخيانة المتكررة، حيث سُطرت واحدة من أعظم عمليات الخداع السياسي والعسكري في العصر الحديث، تحت عنوان الوحدة اليمنية، بينما كان العنوان الحقيقي هو "الخديعة الكبرى"!
الوحدة التي لم تكن إلا مصيدة:
بدأت الحكاية عندما تم الترويج للوحدة اليمنية عام 1990م وكأنها زواج سعيد بين شريكين متساويين، لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا.
كانت صنعاء تُعد خطة ماكرة، فبينما كان القادة الجنوبيون يحتفلون بالأمل الجديد، كان القادة الشماليون يجهزون المشانق لسيادة الجنوب، ولكن بطريقة ناعمة… حتى لا يبدو الأمر غزوًا مباشرًا!
تفكيك الألوية… تمهيدًا للذبح!
بكل "براءة"، تم الاتفاق على دمج الجيشين، وهنا بدأ التنفيذ الفعلي للخديعة. تم سحب الألوية الجنوبية القتالية من معسكراتها القوية وإرسالها إلى مناطق بعيدة، بعضها إلى مأرب، وبعضها إلى مناطق تحت سيطرة الشمال، حيث تم تجريدهم من القوة والتسليح. حتى أن بعض الألوية تم تفكيكها نهائيًا تحت ذريعة "التوحيد والاندماج"، فبدل أن يكون هناك جيش موحد، أصبح الجنوب أعزل!
مرحلة "الاحتواء الناعم":
لم يكتفِ المخططون بذلك، بل بدأوا بتغيير قيادات الألوية واستبدالهم بعناصر تدين بالولاء لصنعاء، بينما تم إغراق الجنوب بإعلامٍ يدعو إلى التصالح والتسامح، حتى لا يشعر أحد بأن هناك مؤامرة تُحاك. وفعلاً، نام الجنوب مطمئنًا، ليجد نفسه بعد أربع سنوات في مواجهة حرب شاملة دون دفاعات كافية!
غزو 1994م… عندما اكتملت المؤامرة:
جاءت ساعة الصفر، واندلعت الحرب.. حاول الجنوبيون الصمود، لكن ماذا يمكن لجيش منزوع السلاح، مفكك القيادات، مطوق من الداخل، أن يفعل؟
قاوموا بشراسة تفوق التوقعات، لكن الخيانة كانت أكبر من البطولة!
فقد تساقطت المواقع واحدًا تلو الآخر، ليس بسبب ضعف الجنوبيين، بل لأنهم كانوا يواجهون عدوًا استعد للحرب بينما كانوا يحلمون بالسلام.
الخاتمة: درس لم يُستوعب بعد!
بعد كل هذا، يتساءل البعض: كيف سقط الجنوب بهذه السهولة؟
الإجابة ليست في القوة العسكرية للشمال، بل في الخديعة الناعمة التي سبقته.
لم يكن الأمر معركة بين جيشين، بل كان فخًا استُدرج إليه الجنوبيون بإتقان!
واليوم، بينما يعيد التاريخ نفسه بأشكال أخرى، هل يستفيد الجنوب من هذا الدرس القاسي؟
أم أن المسرحية ستُعاد مع شخصيات جديدة ونفس الحبكة القديمة؟..