هل يقترب اليمنيون من العصيان المدني؟
الأزمة المعيشية التي يعيشها الموظف والعامل اليوم لم يسبق ان مر بها في احلك الظروف حتى في سنوات الحرب الأولى والانهيارات المتلاحقة لكن ما نعيشه اليوم مختلف تماما ، راتب متاخر لاربعة اشهر، اسواق بلا ضوابط اسعار تقفز بين يوم وليلة وحكومة لا حول لها ولا قوة ومجلس رئاسي عاجز عن اتخاذ ابسط القرارات.
في السابق ورغم الحرب والانقسام كان الموظف يستلم راتبه ولو متاخرا او منقوصا اما اليوم فقد صار الراتب حكاية انتظار والناس تسال:
كيف يعيش الموظف بلا دخل اربعة اشهر؟ وكيف يعيل اسرته وسط اسعار نار وإيجارات مرتفعة وادوية لا يقدر عليها حتى متوسط الحال؟
التحالف الذي قيل انه جاء حليفا لانقاذ اليمنيين صار المواطن ينظر إليه اليوم كـ"مستعمر" يتحكم في الموارد والسيادة دون ان يقدم للمواطن ابسط مقومات الحياة من كهرباء ماء استقرار نقدي بينما الحكومة تبدو كظل باهت تنتظر التوجيهات ولا تملك قرارها.
من جهة اخرى اصبحت الأسواق اكثر اساوية فالرقابة غائبة والتاجر يرفع السعر كيفما يشاء
والعملة متدهورة وكل يوم هناك سعر جديد للسلع اضافة ان الخدمات الأساسية شبه منعدمة كهرباء مقطوعة ماء بالقطارة وصحة تنهار.
في ظل هذا الواقع لم يعد لدى المواطن ما يخسره فالغضب يتصاعد والناس تتحدث عن العصيان المدني كخطوة قادمة قد لا يكون هناك مفر منها ولن يكون خيارا تنظيريا هذه المرة بل صار احتمالا حقيقيا يفرض من قسوة الحياة من الجوع والمهانة ومن شعور الناس ان لا حكومة ولا سلطة تكترث لمعاناتهم.
اليوم يختنق المواطن بين تحالف يتعامل كسلطة امر واقع وحكومة لا تملك سوى التصريحات ونخبة سياسية غارقة في حساباتها الخاصة والنتيجة ان الشارع يغلي والانفجار الشعبي اقرب من اي وقت مضى.
السؤال الذي يفرض نفسه اليوم هل يتدارك اصحاب القرار الكارثة ويعيدون للمواطن حقه في راتبه وكرامته ام اننا مقبلون على عصيان مدني شامل يكون شرارة لمرحلة جديدة من الغضب الشعبي؟