أزمة الروتي في عدن… بين قرارات التسعيرة الجديدة وتعنت الأفران.



نناشد القائد عيدروس قاسم الزُبيدي /رئيس المجلس الانتقالي ،نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ،التدخل العاجل لوقف قرار مكتب وزارة الصناعة والتجارة في محافظة عدن، لما له من انعكاسات مباشرة على حياة المواطنين ومعيشتهم اليومية.

وكان فخامة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قد حسم في وقتٍ سابق سعر بيع الروتي، بناءً على شكوى قُدمت له في لقاء رمضاني قبل ثلاث سنوات، جمع شخصيات وقيادات من محافظة عدن، وذلك في ثاني أيام شهر رمضان.

وعقب ذلك اللقاء، استدعى الرئيس عيدروس نائب وزير التجارة والصناعة الأستاذ سلمان الوالي، وخرج الاجتماع بقرار يُلزم الأفران ببيع ثلاثة أقراص روتي مقابل 200 ريال، لتنتهي الأزمة آنذاك بفضل تدخله الرسمي والمسؤول.

اليوم، تعيش عدن واحدة من أصعب أيامها المعيشية، رغم أن أجواء المدينة هذه الأيام تُعد نعمة من حيث البرودة والحياة الطبيعية. وقد أصبح غذاء المواطن بسيطًا إلى حدٍ كبير؛ فطور من الروتي والفاصوليا، وغداء من الأرز مع العدس و"البرته" (وهي أكلة محلية تُحضّر من باذنجان مهروس مع البصل والطماطم والفلفل الأخضر والكزبرة)، أما العشاء فعلى قدر الإمكانيات المتاحة.

أمس، تفاجأ المواطنون بقرار صادر عن مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة عدن، تضمن تحديد أسعار جديدة بست تسعيرات، لنوعين من الخبز: الروتي والرغيف المسطح، مع أنه في الواقع مجرد رغيف “الدلع”مسطح لا أكثر.

هذه الأسعار الجديدة لم تلقَ قبولًا لدى أصحاب جمعية الأفران في عدن، الذين – وبصراحة – يسعون لفرض الأسعار وفق أهوائهم، رغم استخدامهم نوعين مختلفين من الشتوه في عبوات متباينة. ونتيجة لذلك، أصبح الروتي اليوم بلا مواصفات واضحة، ولا يخضع لمعايير هيئة المقاييس و الجودة؛ إذ يختلف شكله ووزنه وطعمه من يومٍ إلى آخر.

واليوم، أغلقت جميع الأفران أبوابها احتجاجًا على قرار مكتب الصناعة والتجارة، رافضة الالتزام بالأسعار الجديدة، ومطالِبة بتسعيرة تتوافق مع رغباتها.

النتيجة الآن: لا غاز منزلي ولا روتي في عدن.

وكان من الأجدر بمكتب الصناعة والتجارة في المحافظة الإبقاء على التسعيرة السابقة (3 أقراص بـ200 ريال)، كونها مناسبة ومقبولة للشرائح الأشد فقرًا.

فلماذا حرّك مكتب الصناعة والتجارة في محافظة عدن ملف التسعيرات الجديدة في هذا التوقيت؟

الله أعلم.