المشكلة الاستراتيجية لدونالد ترامب..أخطاءهُ القاتلة !

التفاعلات الحالية التي يشهدها العالم، كشفت بأن ترامب خلط أوراق الأمن العالمي بالأمن الوطني ،والدفاعي، والحربي للولايات المتحدة ،وهذا خطأ جسيم.


هناك فرق بين مقاومة منافس عن مقاومةعدو ،لماذا؟المنافسة الشرشة التي يتخللها التهديد ترتقي لتصبح خلق عدو مدى الحياة وليس مقاومته لفترة مؤقتة،  بينما التي لا يتخللها تهديد تعتبر فرصة لتعزيز أجواء الصداقة و التعاون والسلام.،وبالتالي تكشف لنا بأن ترامب زاد في قطر دائرة العداء للولايات المتحدة  مع دول العالم ،حتى وأن غلب عليها التملق والمواربة.


-لو دققنا أكثر ف هل استراتيجيات ترامب تأتي من فراغ أم مصبوبة؟، الجواب ترامب يقدم أفكار تتغير من فينة لأخرى، وبالتالي ليست مصبوبة،  فلو كانت مصبوبة  لكانت أخذت بالاعتبار التغيير التكنولوجي العالمي ،والقوى الاجتماعية داخل وخارج الولايات المتحدة، والأطروحات الأيدلوجية، وأنواع الأنظمة السياسية والاختلاف في عقليات الأجيال، والعلاقات المهنية الدولية في الوقت الحالي.


-المشكلة الاستراتيحية لترامب هي الحروب المتنوعة التي يشنها  عبر التلاعب بالأفكار، والقرارات ،والتي تكشف عن تناقضات متعددة لايمكن حلها ومعالجتها، وتفتح متالية مشاكل أخرى غير قابلة للاستجابة، أو إدارتها. والمشكلة الأكبر لو تمكن أحدهم من ابتكار دليل إرشادي للمشكلة الترامبية فمصيره قتل أفكارهِ، وتمزيق ومصادرة النُسخ .


ترامب يقدم إملاءات على الدول والشعوب بمايتناقض مع المواطنة العالمية التي تنادي بها الولايات المتحدة،ويقودحروب رمادية هجينة، ويتمسك بإيديولوجية الحرب الليبرالية التي لاتحترم الأمن البشري لشعوب العالم،و ينتج معضلات أخلاقية واستراتيجية في سياسته كماهي في غزة " فلسطين ، ويمارس سياسة إنهاء الحرب بشكل مُعيب كمافي أوكرانيا أواليمن، وليس إنهاء القتال ،والدليل عندما مدح " أنصار الله في اليمن" بأنهم مقاتلون جيدون، وترك الحبل على الغارب لإسرائيل.


ترامب لايقبل بالشعوب التي تفطن ويقظه لخططه ،لذلك يراها لابد أن تدفع الثمن من حريتها ،وأمنها ،واستقرارها،ومستقبلها، وبالتالي لايفرق بين قادة دول، أوشعوبها في قرارهِ النهائي.


ترامب يقتل الهوامش المتاحة للحلول بجذب مزيد من العملاء لكنهُ عوضًا عن ذلك  فرض رسوم جمركية أكثر ،وكان بإمكانه محاربه الصين بفتح قنوات تنفاس تجذب موردين أقل كلفة.


ترامب نسى أن الولايات المتحدة مُصدر التكنولوجيا الأول في العالم  ،وبدلًا أن تدعم إدارته سياسة التمايز  والمنافسة، فإذا به ركز على التعاطي مع الصين بأنها هي مصدر التكنولوجيا الخَطر القادم ، ولابد القضاء عليها.


ترامب بدلًا من توطين الصناعات الأميريكية في بلدان الشرق الأوسط باحلال الأمن، والاستقرار ، نراهُ وبالدليل ركز على صفقات التسلح من بوابة، وسياسة الإبتزاز اللامسؤول.


(ترامب مفلس استراتيجيًا)


*باحث استراتيجي بمني.