ازمة قيادة.. واستقالة بن مبارك تكشف المستور
في خطوة تحمل دلالات عميقة استبق الدكتور احمد عوض بن مبارك قرار اقالته بتقديم استقالته وهي استقالة تعد بحكم الدستور استقالة للحكومة بكامل اعضائها مما وضع مجلس القيادة الرئاسي امام امر واقع لا يمكن تجاهله وهو القبول بالاستقالة وتكليف رئيس وزراء جديد لتشكيل حكومة جديدة.
لكن ما وراء هذه الاستقالة ليس مجرد حدث سياسي روتيني، انها مؤشر صريح على ازمة قيادة متفاقمة في البلاد، ازمة كشفتها الحرب وعمقتها التدخلات الخارجية حتى تحول مجلس القيادة الى سلطة بلا قوة تتلقى التوجيهات من التحالف بدل أن تقود زمام المبادرة لصالح الوطن.
منذ اليوم الاول لتعيين مجلس القيادة والازمات تتوالى على الحكومة دون توقف بدءا من التدهور الاقتصادي ومرورا بانهيار الخدمات ولم نر اي توجه جاد لاصلاح المنظومة او لتمكين مؤسسات الدولة من القيام بواجباتها وفق الدستور والقانون بل على العكس اصبح التحالف الذي يفترض ان يكون داعما يمارس دور الوصي يوزع التعليمات ويحرض اطرافا على اخرى، وفق اجندات تخدم مصالحه الخاصة لا مصلحة اليمن.
ان ما تعرض له رئيس الوزراء المستقيل من تحريض وتحركات لافشاله بعد ان اتخذ خطوات ضد الفساد، يفضح منظومة لا تريد الاصلاح بل تتغذى على الفساد وتكرسه كاداة للنفوذ والسيطرة فكيف يمكن لرئيس حكومة ان ينجح،د في ظل وزراء يوالون الخارج اكثر من ولائهم للوطن؟ كيف يمكن لاي قيادة ان تنجز وهي مكبلة بسياسات التبعية وممنوعة من استخدام صلاحياتها؟
اننا امام واقع خطير لا يمكن تجاوزه الا بمصارحة الشعب ووضع حدٍ لحالة الانبطاح امام القوى الخارجية ، المطلوب اليوم ليس فقط تشكيل حكومة جديدة بل إعادة صياغة العلاقة بين مجلس القيادة والشعب وتعزيز استقلالية القرار اليمني والالتزام بالدستور لا انتهاكه كلما استدعت الحاجة السياسية لذلك.
لقد اثبتت التجربة ان لا مستقبل لليمن الا بقيادة وطنية مستقلة، تحظى بثقة الداخل لا برضا الخارج فقط. فالشرعية الحقيقية تبنى من ثقة الشعب، لا من بيانات التحالف ولنجاح الحكومة القادمة يجب ان تعطى كافة الصلاحيات والاختيار دون املاء .