“الشيخ عبدالرحمن حجري: قائد بالفطرة وصوت تهامة العادل في ميادين التحرير والمحافل الدولية”....
الشيخ عبدالرحمن حجري ليس مجرد قائد تقليدي، بل هو شخصية وطنية فريدة جمعت بين الحكمة الفطرية، الشجاعة الميدانية، والقدرة على بناء التحالفات والتأثير على مسار الأحداث. لعب دورًا أساسيًا في قيادة نضال أبناء تهامة ضد الظلم والتهميش، وأصبح رمزًا لصوت أبناء المنطقة في الداخل والخارج..
كانت تهامة تاريخيًا وحتى يومنا هذا واحدة من المناطق اليمنية التي تتعرض للتهميش والإقصاء في مختلف الأنظمة المتعاقبة. وقد أدرك الشيخ عبدالرحمن حجري، بحسه القيادي العميق، أن المعضلة ليست فقط في قضايا التنمية أو التوزيع العادل للموارد، بل في الاعتراف بهوية أبناء تهامة وحقوقهم الوطنية..
منذ بداية الحراك التهامي السلمي، حرص الشيخ حجري على إيصال صوت أبناء تهامة إلى كل المنابر الممكنة، سواء المحلية أو الدولية. لم يقبل أي تسويات تمس كرامة وحقوق أبناء منطقته، ورفض أن تكون قضية تهامة مجرد ملف هامشي في الحلول السياسية للصراع اليمني. في زمن مليء بالانقسامات والصراعات بين القوى المختلفة..
نجح الشيخ عبدالرحمن حجري في توحيد الجهود التهامية المختلفة، وجمع القيادات والشخصيات المؤثرة في إطار واحد. لم يكن هذا التوحد أمرًا سهلاً، لكنه اعتمد على رؤية واضحة تقوم على وضع مصلحة تهامة فوق أي اعتبار آخر. تجلى هذا التوحيد في تأسيس المقاومة التهامية والحراك التهامي السلمي..
هذه الكيانات لم تكن مجرد تشكيلات عسكرية أو حركات احتجاجية، بل كانت مشروعًا وطنيًا يهدف إلى إعادة بناء تهامة سياسيًا، عسكريًا، واقتصاديًا. عمل الشيخ حجري جنبًا إلى جنب مع أقرانه من أبناء وقيادات تهامة الشرفاء، مستوعبًا أهمية تكامل الأدوار. فبينما كانت المقاومة التهامية تمثل الجانب الميداني في تحرير الأراضي من سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، كان الحراك التهامي السلمي يمثل الجبهة السياسية والإعلامية التي تنقل مطالب تهامة إلى العالم..
بقيادة الشيخ عبدالرحمن حجري، أصبحت المقاومة التهامية قوة وطنية مؤثرة تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة على الأرض. نجحت المقاومة في تحرير مناطق واسعة من قبضة مليشيا الحوثي، وواجهت تحديات كبيرة، سواء كانت عسكرية أو لوجستية. لكن النجاح لم يكن عسكريًا فقط، بل سياسيًا أيضًا...
فقد استطاع الشيخ حجري أن يجعل من قضية تهامة جزءًا لا يتجزأ من القضية الوطنية اليمنية، مؤكدًا على أهمية عدالة القضية التهامية كشرط أساسي لتحقيق استقرار اليمن. تميز الشيخ عبدالرحمن حجري بقيادته الحكيمة التي قامت على مجموعة من المبادئ، ومنها التفاني في الدفاع عن الحقوق حيث رفض أي مساومة أو تسوية تمس حقوق أبناء تهامة، سواء في الداخل أو على المستوى الدولي. وكذلك توحيد الجهود حيث عمل على جمع شمل مختلف الأطراف التهامية، متجاوزًا الخلافات القبلية والسياسية. بالاضافة إلى التكامل بين العمل الميداني والسياسي ..
حيث أدرك أن التحرير العسكري وحده ليس كافيًا، وأنه لا بد من وجود حراك سياسي وإعلامي يكمل جهود المقاومة. كما لم يقتصر عمله على التحرير، بل ركز على بناء رؤية تنموية لتهامة في المستقبل تشمل تمكين الشباب والمرأة، وضمان حقوقهم في التمثيل السياسي. استطاع الشيخ حجري نقل قضية تهامة إلى المحافل الدولية، مسلطًا الضوء على معاناة أبناء المنطقة تحت الاحتلال الحوثي، ومطالبًا بدعم دولي لتحقيق العدالة...
كما عمل على إبراز أهمية تهامة كجزء لا يتجزأ من الاستقرار الوطني، موضحًا أن تجاهل تهامة وأبنائها يعرقل أي عملية سياسية في اليمن. بعد تحرير تهامة من سيطرة مليشيا الحوثي، لم يتوقف الشيخ عبدالرحمن حجري عند الجانب العسكري فقط. بل ركز على بناء تهامة المستقبل، من خلال إعادة الإعمار والتنمية حيث تبنى مشروعًا يهدف إلى تحسين البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية لأبناء المنطقة. وكذلك تمكين الشباب حيث دعم الشيخ حجري مبادرات تهدف إلى تعليم الشباب وتدريبهم، لتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل. وأيضاً سعى من اجل العدالة الاجتماعية حيث عمل على ضمان توزيع عادل للموارد والفرص داخل تهامة، كي لا تعود المظالم السابقة. وأيضاً عزز الهوية التهامية حيث ركز على إحياء ثقافة تهامة وتاريخها، وتعزيز شعور الانتماء لدى أبنائها...
ختاماً لقد أثبت الشيخ عبدالرحمن حجري أن القيادة الحقيقية تكمن في القدرة على التضحية من أجل الشعب والوطن. استطاع أن يكون صوتًا لأبناء تهامة، ورمزًا للنضال الوطني ضد الظلم والاستبداد. بفضل شجاعته وحكمته، ستظل تهامة تتذكر الشيخ عبدالرحمن حجري كقائد استثنائي جعل من قضيتها قضية وطنية عادلة، وساهم في بناء مستقبل أفضل لأبنائها. إن قصة الشيخ حجري هي دليل على أن القيادة ليست مجرد منصب، بل مسؤولية عظيمة يتولاها القلة ممن يتمتعون بالحكمة والشجاعة والرؤية...