اليمن بأمس الحاجة لتيار سياسي وطني جامع

في خضم هذا المشهد السياسي الممزق الذي باتت اطرافه خاضعة لمحاور إقليمية متباينة نعيش اليوم طيفا مرعبا من العبودية السياسية المقنعة تفرخ التبعية وتدوس على امال الناس في وطن حر ومستقل القرار ، لقد تحول الوطن الى ساحة استقطاب وصراع بين مشاريع خارجية لا ترى في اليمن سوى ورقة ضغط او ممر نفوذ.

الحقيقة المرة التي لا يمكن انكارها هي ان كافة الأحزاب السياسية فشلت في قيادة المعارضة بل وفشلت في تشكيل نموذج وطني جامع لأن معظمها كان وما زال اما تابعا او غارقا في مصالحه الضيقة او محاصرا بثقافة المكايدات والمناطقية.

اليوم نحن بامس الحاجة الى حزب سياسي وطني ليس حزبا جديدا يضاف الى ركام الأسماء واللافتات بل مشروع وطني متكامل يجتمع تحت مظلته العقلاء من القوى السياسية والشخصيات المجتمعية والقيادات الوطنية واهل الخبرة والتجربة واصحاب الضمير الحي من رجال الدولة والاقتصاد ليقودوا مرحلة استعادة الوطن لا المتاجرة به.

فما نراه اليوم من استعراضات سياسية ومليشيات حزبية ومجاميع تستعرض تحت يافطات الولاء المدفوع لا يمثل الشعب ولا يعكس إرادته فالتمثيل الحقيقي لا يكون بالمواكب والرايات بل بصناديق الاقتراع وبمشروع وطني يحمل رؤية انقاذ حقيقية تنبع من هموم الناس لا من اجندات الخارج.

لقد تحولت الحرب باليمن ل "بيزنس سياسي" مربح لفئة ضيقة من المنتفعين فيما الشعب يدفع الثمن من دمه ولقمته وكرامته ولذا فان وجود حزب وطني جامع هو خطوة اولى نحو انقاذ ما تبقى من الوطن واستعادة روح الدولة وتاسيس مشروع يعيد القرار الى الداخل الى الشعب لا الى العواصم البعيدة.

ان التاريخ لا يرحم واليمنيون اليوم امام مفترق طرق اما ان يتوحدوا حول مشروع وطني حقيقي او يظلوا اسرى لزعامات وهمية وولاءات ممزقة فهل ان الأوان لنقول كفى! ولنبدا من جديد من وطن لا يباع ولا يشترى؟