ماذا لو كان عيدروس رئيساً لليمن ؟؟
يؤرقنا السهر ولا نعرف كيف نتصالح معه ، ولا شيء يعصف بعقولنا سوى الوضع المزرٍ للحكومة الشرعية ومكوناتها المختلفة ، حيث لا توجد حكومة شرعية متماسكة ، ولا خدمات ، ولا يوجد من مسؤوليها من يمثل تطلعات وآمال الشعب بجدارة ومسؤولية وأمانة ، حتى صار وضع الحكومة الشرعية المهتري يؤرقنا ويثقل همومنا أكثر من أي شيء آخر .
وبين كل هذه الأفكار المتضاربة التي تتخاطفنا يأتي رسم الآمال ونغوص في أعماق التخيلات ونتتج الفكر المتنوعة ، ومن بين هذه الفكر التي طرأت عليّ بالي فجأةً قبل أيام ، ماذا لو تولى عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئاسة اليمن ويصبح هو القائد الفعلي والوحيد وصاحب القرار والكلمة ؟؟
لكن لماذا عيدروس ؟
عيدروس يختلف عن غيره لأنه ليس محسوب على نظام سابق يتهم بالفساد والخيانة ، رجل قادم من ميادين النضال ، رجل يمثل محافظة تجمع الشمال والجنوب ، محافظة قدمت التضحيات منذ مطلع الفجر الجمهوري وحتى اليوم ، محافظة قالت كلمتها سلمياً في انتخابات 2006 وقالت كلمتها ميدانياً في 2007 ، عيدروس لأنه يستحق أكثر من غيره أن يدخل تاريخ اليمن من أوسع أبوابه ، عيدروس لأنه القادر أن يمتلك قلوب وأفئدة الملايين من أبناء اليمن شمالاً وجنوباً ، عيدروس لأنه المتمكّن من هزيمة المشروع السلالي كما هزمه مرة ومرات .
وحين يصبح عيدروس رئيساً لليمن ، يبدأ في تقليم أظافر الفساد ، بدءً من تقليص السفارات الخارجية إلى الحد الأدنى وتقليص الوكلاء والمستشارين وكل ماهو زيادة عن حاجة الدولة والمرحلة ويثقل كاهلها بلا فائدة ، ويشكل حكومة خدمات فعلية ، ثم يعمل على تعيين وزير دفاع قوي ومتمرّس فليكن ( طارق عفاش ) ، ويبدأ بتوحيد فصائل الجيش والأمن ، ويعين رئيس وزراء مشهود له بالكفاءة والإخلاص والشجاعة ، فليكن على سبيل المثال ( أحمد الميسري ) ، وحينها يتفرغ عيدروس لاستعادة الدولة والجمهورية ، ويعيد لليمن اعتبارها التاريخي والحضاري والقومي ، ومن ثم يبدأ اليمنيون تحت قيادته من حيث انتهوا في مخرجات الحوار الوطني ومسوّدة الدستور ويضع جميع الأطراف على طاولة الحوار لإعادة النقاش والتحاور حول مالذي يمكن الوقوف عنده ومعالجته ، ويعيد تفعيل السلطتين التشريعية والقضائية ، وبعد المصادقة على مخرجات الحوار الوطني المتفق عليها من جميع الأطراف ومسوّدة الدستور وشكل الدولة الجديدة ، تدخل اليمن بشكلها الجديد مرحلة انتقالية لفترة قصيرة يظل عيدروس على رأسها ، وفيها تتهيأ اليمن للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية ، وحين تأتي الانتخابات بوجوه جديدة يقوم عيدروس بتسليم الأمانة التي انتصر لها وحققها ، ثم يعود عيدروسنا مواطن عادي ، ولكن التاريخ والأجيال ستعرّفه بالقائد الملهم والزعيم الاستثنائي الذي سيبقى خالداً في قلوب اليمنيين حتى قيام الساعة .