نـداء من قـلبٍ أكاديـمي إلى كل مسـؤول في هـذا الـوطن


بسم الله الرحمن الرحيم

أيـها المسؤولـون الأفـاضل،،، 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ 

     مـن مقامـي هذا كأستاذ جامعي، أحمل أمانة الكلمة وأمانة الرسالة، وأتوجه إليكم بنداء أخلاقي ووطني، مؤمنًا أن الكلمة الصادقة قد توقظ الضمائر، وتعيد ترتيب الأولويات حينما تتداخل الأزمات.

     إن الحـال في وطننا الجريـح، وفي عاصمتنا المؤقتة عدن خصوصًا، قد بلغ حدًا لا يُطاق.

     المـعاناة تستفحل، والأزمات تتزايد، والحياة اليومية للمواطن أصبحت مرهقة فوق الوصف؛ إنقطاع الخدمات، وارتفاع الأسعار، وتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشة، كلها مؤشرات تنذر بما لا تُحمد عقباه.

     إن الشـعب الذي صبر طويلاً يستحق أن يقطف ثمرة صبره كرامةً وعيشًا كريمًا.

     عـدن، هذه المدينة العزيزة، التي احتضنت الجميع في أحلك الظروف، لا تستحق أن تُترك وحيدة تتآكلها الأزمات.

     أنـتم مؤتمـنون اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ مسؤولياتكم ليست مناصب شرفية، بل أمانات ثقيلة ستُسألون عنها أمام الله ثم أمام التاريخ.

     أدعـوكم – من القلب – أن تُنصتوا إلى أنين الناس، وأن تضعوا آلامهم فوق كل اعتبار، فكروا بخدمة الشعب قبل التفكير بالمناصب والمكاسب، اعملوا بما يرضي الله ويرضي ضمائركم، ولتكن عدن وأهلها وكل ربوع اليمن في قلوبكم وقراراتكم.

     أطـفالنا، نساؤنا، شيوخـنا، كلهم يسألونكم، " أين أنتم مما يجري؟ أين ضمائركم؟ أين وعدكم حين أقسمتم أن تخدموا هذا الشعب؟!

     عـدن لا تـطلب معجـزة، تطلب - فقط - أن تكـونوا عند قـدر الأمـانة؛ عـدن تستصرخكم ... فـهل من مجيـب؟!

     التاريـخ لا ينسى ... والشعوب لا تنسى ... ورب العباد لا يغفل ولا ينام.

     نسأل الله أن يُلهـمنا جميعًا رشدنا، وأن يعينكم على أداء الأمانة بما يُرضيه ويرفع عن أهلنا الكرب والضيق.

     والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أ. مشارك د. هـاني بن محمد القاسمي
مستشار رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية
عـدن: 28. أبريل . 2025م