د. أحمد بن مبارك ، الفساد وتحمل المسؤولية
في ظل ازمة اقتصادية خانقة، واوضاع معيشية متدهورة جاء د. احمد عوض بن مبارك إلى رئاسة الحكومة اليمنية، مكملا مشوار التحديات التي تراكمت على مدى سنوات ، طريق لم يكن سهلا، فقد تسلم مسؤولية دولة تعاني من تدهور اقتصادي وشبكة مصالح مترسخة تعتاش على قوت الشعب وتنهب مقدراته بلا حساب.
واجه بن مبارك منذ اللحظة الاولى لوبيات الفساد داخل الدولة والتي لطالما كانت العقبة الابرز امام اي اصلاح حقيقي لم يهادن ولم يتراجع بل بدا بخطوات جريئة بالنزول الميداني كذا قاطعا رؤوس الفساد التي أينعت ونخرت في جسد الدولة، وهي الرؤوس التي اعتادت امتصاص اموال الشعب واستلام رواتبها بالدولار في الخارج بينما المواطن يواجه الغلاء وانعدام الخدمات الاساسية.
ورث بن مبارك تركة ثقيلة في تحمل المسؤولية ومضى قدما نحو تحسين الاوضاع المعيشية رغم التحديات السياسية والاقتصادية وبما تيسر من إمكانيات سعى إلى تحسين أوضاع المعلمين والموظفين وتعزيز استقرار العملة وتفعيل الدور الحكومي في ظل واقع معقد.
لكن كعادتها لم تقف المحاصصة الحزبية وقوى الفساد مكتوفة الايدي امام تحركات رئيس الوزراء فبدات تحاربه بشتى الوسائل مستخدمة أذرعها الاعلامية والسياسية لضربه والتشكيك في خطواته فالهجوم الذي يواجهه اليوم ليس سوى رد فعل طبيعي من منظومة لم تعتد على الإصلاح، بل الفت الفوضى والاسترزاق على حساب الشعب.
وقف بن مبارك في مواجهة العاصفة، مؤمنا بان الاصلاح مسؤولية تاريخية وان الشعب اليمني يستحق حكومة قادرة على المواجهة والعمل، لا حكومة تستسلم للوبيات الفساد أو تساوم على مصالح المواطنين.
اليمن اليوم في مرحلة حساسة، والرهان ليس فقط على شخصية رئيس الوزراء، بل على إرادة الجميع في دعم مسار الإصلاح، ورفض عودة الفاسدين إلى التحكم بمصير البلاد.