هذا مايبدو اليوم في اليمن ..

في اليمن اليوم، يبدو أن هناك طبقتين تحظيان بالامتيازات على حساب معاناة الشعب: مشرفو الحوثي ورؤساء المنظمات الإنسانية..

الأولون لا يمثلون سوى أدوات قمعية تستمد قوتها من الفساد والنهب، متخذين من سلطتهم وسيلة لفرض الخوف والاستغلال، بينما يعيش اليمنيون بين جدران الجوع والذل. أما الآخرون، فقد حولوا العمل الإنساني إلى سوق للمزايدة، حيث تُوزع المساعدات وفق الولاءات لا الاحتياجات، فيصبح الفقر تجارة، والمعاناة وسيلة لتحقيق المكاسب...

والحال أن المشرف الحوثي ليس سوى شخص اختطف سلطة لا يستحقها، يمنح نفسه الحق في استعباد الناس باسم "المسيرة"، بينما يكدس الأموال في حساباته، ويبني إمبراطوريته الصغيرة من العمولات والضرائب الجائرة. أما رئيس المنظمة، فهو بارع في تسويق البؤس، يلتقط الصور مع الضحايا في الصباح ويجلس في الفنادق الفاخرة ليلا، متحدثا عن "العمل الإنساني" وهو يقتطع من المعونات ما يكفي لرحلاته وسهراته..

في الحقيقة، لا فرق جوهري بين الاثنين. كلاهما يستغل الأزمة، كلاهما يقتات على الحرب، وكلاهما ليس سوى وجه آخر للخراب الذي يلتهم هذا الوطن. بينما يموت المواطن جوعا، ينمو نفوذهم كالطفيليات، بلا خجل ولا ضمير...