ما يجب على مجلس القيادة الرئاسي الاهتمام به لمواجهة الأزمات؟....
بقلم :/د. سامي محمد نعمان..
هناك العديد من الأزمات التي تواجه الدولة اليمنية المعترف بها دوليا، والتي تصعب إدارة وتسيير المهمات والأمور الحياتية المستعجلة على الحكومة ما بين أزمات سياسية وأمنية وأزمات اقتصادية واجتماعية، ومواجهة وحل هذه الأزمات تتطلب من القيادة الرئاسية اتخاذ بمجموعة من الخطوات والتدابير والإجراءات التي أرى أنها سوف تساعد الحكومة في مواجهة هذه التركيبة من المشكلات والتحديات التي راكمت الأزمات القائمة، وستسهل عملها، هذه الخطوات تتطلب أولًا من الجميع من منطلق الشراكة في المسؤولية وفي وضع الحلول والمعالجات ومواجهة التحديات تقديمهم بعض التنازلات من أجل إعلاء المصلحة الوطنية العليا ومصلحة المواطنين، ومتطلباتهم الحياتية الضرورية خصوصا في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة والتعقيد القت بظلالها على المواطنين والتي أوصلت نسبة الفقر في اليمن إلى أكثر من 82 %.
لكن قبلها يجب أن نشير أن اليمن وفقا للتعريفات والتوصيفات الدولية تعتبر دولة فاشلة وذلك للأسباب التالية:
كيف يمكن اعتبار (الدولة) بأنها دولة فاشلة؟
الإجابة هنا بوضوح انه يتم تصنيف أي دولة ما على أنها "دولة فاشلة" عندما تفقد قدرتها على أداء الوظائف الأساسية التي تعد من المسؤوليات الأساسية والضرورية الضامنة للاستقرار. سواء داخليا أو خارجيا، وهناك عدة معايير أيضًا لتحديد الدول الفاشلة والتي تتحدث بالتالي:
1 - فقدان السيطرة على أراضيها أو عدم احتكارها لاستخدام القوة.
2 - وجود ميليشيات مسلحة أو جماعات تتحدى سلطة الدولة.
3 - عدم قدرة الدولة على حماية حدودها.
4 - ضعف شرعية الحكومة.
5 - غياب الانتخابات أو التزوير الفاضح فيها.
6 - فساد واسع وفقدان ثقة الشعب بالمؤسسات.
7 - العجز عن توفير الخدمات الأساسية.
8 - عدم دفع الرواتب.
9 - انهيار الخدمات الصحية والتعليمية.
10 - ندرة الغذاء أو الكهرباء أو الماء.
11 - تدهور اقتصادي شديد.
12 - ارتفاع التضخم وانهيار العملة.
13 - بطالة جماعية وفقر مدقع.
14 - هروب الاستثمارات ورؤوس الأموال.
15 - أزمة إنسانية أو نزوح جماعي.
16 - لجوء نسبة كبيرة من السكان إلى دول أخرى.
17 - تصاعد معدلات الجوع والمرض.
18 - التدخل الخارجي الكبير.
19 - وجود قوات أجنبية تسيطر على مناطق من الدولة.
20 - اعتماد مفرط على مساعدات أو توجيهات خارجية في الحكم.
نلاحظ أن كافة المعايير السابقة تنطبق على الحكومة المعترف بها دوليا بل أن أنها تنطبق بشكل غير طبيعي على وضع الدولة اليمنية في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، لكن هل ذلك يعني أنه لا أمل في إعادة إنعاش وإنجاح الدولة؟
الإجابة هناك إمكانية لإعادة إنعاش وإنجاح الدولة حتى في ظل الحرب والتي يمكن إبرازها في عدة خطوات، وسنركز هنا على الخطوة الأولى:
فرض الدولة سيادتها على الأرض، والتي يعني أن تتوحد وتنضوي كل القوى العسكرية تحت سلطة واحدة وغرفة عمليات واحدة، وان تفرض الدولة قراراتها على الجميع بدون استثناء.
تلك الخطوة هي الخطوة الأهم التي سوف تساعد الحكومة على تطبيق سياساتها الاقتصادية ومحاسبة المخالفين وبالتالي إنجاح خطط الحكومة الاقتصادية، كما أنها ستساهم في تحقيق الاستقرار الأمني والعسكري في كافة المحافظات، وبالتالي طمأنة المستثمرين والتجار، وغيرها من النتائج الإيجابية وبدونها لن يحدث أي تغيرات إيجابية على الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني.
فهل يستطيع المجلس الرئاسي تنفيذها؟
* رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة عدن.
-------------------
هذا المقال نشر في صحيفة الأيام.....ولاهميته أعدنا نشره في منبر الاخبار ...