علي الأهدل يكتب : اين غرب اليمن " تهامة " ليس حاضرا في المعادلة !!!...

علي الأهدل يكتب : اين غرب اليمن " تهامة " ليس حاضرا في المعادلة !!!...

منبر الاخبار / خاص

كتب الاستاذ علي الاهدل على يومياته  في الفيس بوك متسائلا عن تهامة ..

وتحت عنوان " اليمن ليست شمال وجنوب وشرق فأين غرب اليمن "تهامة "ليس حاضرا في المعادلة؟..

كتب وقال :

تهامة، الأرض العريقة التي صمدت عبر العصور، ليست مجرد منطقة جغرافية على الخريطة، بل هي تاريخ وحضارة ممتدة، وامتداد لكل أبناء اليمن من قديم الزمان إلى اليوم. لطالما كانت تهامة القلب النابض للوطن، تمده بالعطاء والخير، وهي التي كانت في يوم من الأيام سيدة اليمن وأصل الحضارة فيه. لكن غداً، ستستعيد تهامة مكانتها كما كانت..

أبناء تهامة الذين عاشوا مئات السنين على هذه الأرض الطيبة، لم يعد بإمكانهم السكوت أمام المأساة التي حلت بهم. منذ عام ١٩٢٨م، من قبل الامامة الزيدية ونظام صالح البائد..

تهامة ليست زيدية ولا سنحانية، هي اليمن كله، لكنها أُقصيت وأُخذ حقها بلا عدل. ولا يمكن أن يُمثل أهلها أحد من سنحان أو من غير أهلها، تهامة ليست مجرد ستة وعشرين مديرية بل هي أكثر وتم توزيعها بين المحافظات بنظام مستبد. تهامة تمتد من باب المندب إلى حرض، وكانت يوماً ما سيدة اليمن وقلبه النابض...

لكن ماذا حدث؟ تهامة التي كانت موطناً للجميع باتت لا تذكر إلا على سبيل التندر، وكأن حقوق أبنائها ليست ذات قيمة. منذ أن قُسمت بين حجة والمحويت وتعز وتسلطت عليها الزيود، سرقت ثرواتها، وهي تعاني من الإهمال المتعمد. تُسلب منها الأرض وتُجرف خيراتها ويُستغل أبناؤها كعمال مهملين في كل مكان، بينما تُوزع الثروات على غيرهم..

فأبناء تهامة يدركون جيداً أن السكوت لم يعد ينفع، وأن الحقوق لا تُسترد بانتظار الحلول السلمية فقط، بل تحتاج إلى قوة وإصرار. نعم، السلمية كانت بداية الطريق، لكنها ليست نهاية المطاف. فالتهميش الذي طال تهامة لا يمكن أن يستمر، والأرض التي سُلبت منهم لا يمكن أن تُترك بلا استعادة. فمن أعطاهم الحق في أن يتصرفوا بها دون إرادة أهلها؟..

تهامة تُطالب بمساواتها بالشمال والجنوب والشرق فهي الغرب لليمن، بل هي الأرض التي يجب أن تُعاد إليها كرامتها وثروتها كاملة. وأبناؤها اليوم يقفون بقوة، ولن يرضوا بعد اليوم بأي حلول جزئية أو مؤقتة. فهم يعلمون أن النضال الذي بدأ بالسلمية سيُستكمل بطريق قوي يطالب بحقهم كاملاً...

ومازال صوت تهامة مرفوعاً بقيادة القائد عبدالرحمن حجري ورفاقه الأوفياء، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل صوتهم من جديد. فقد بات واضحاً للجميع أن تهامة لن تظل في الظل أبداً، بل ستستعيد مكانتها كما كانت منذ القدم، وستطالب بحقها كاملاً من الأرض والخيرات والكرامة. ولن يقف أبناؤها مكتوفي الأيدي، ولن يستكينوا حتى يُرفع عنهم الظلم بشكل نهائي...

الصبر قد اقترب من نهايته، وأبناء تهامة اليوم يعلمون أن ما حُرموا منه لا بد أن يعود لهم، ولن يكون ذلك بغير التمسك بحقهم بقوة. لا مكان للتجاهل أو التسويف بعد اليوم، ولن يقبل أبناؤها بأن يُغتصب حقهم مرة أخرى. فحقهم مستحق ولن يُؤخذ إلا بالقوة إذا لزم الأمر...

كانت زبيد عاصمة هذه الدولة والتاريخ خير شاهد، فكيف يُسمح لتاريخ كهذا أن يُهمل ويُقصَر بحقه؟ كيف يمكن للناس أن يتجاهلوا عراقة تهامة ودورها في صنع المجد؟ فتهامة ليست مجرد أرض للزراعة أو الموارد والبقرة الحلوب، بل هي مصدر حضارة وصمود، وستظل حاضرة بأبنائها المخلصين الذين لن يفرطوا في حقها أبداً...

وأين دماء أبناءها وشهداؤها وتضحياتها؟ تلك الدماء التي سالت دفاعاً عن الأرض والكرامة، تلك الأرواح التي قدمت حياتها من أجل رفعة تهامة؟ كيف يمكن أن تُنسى تلك البطولات وتُهدر تلك الدماء التي روت ترابها؟ أبناء تهامة يعرفون جيداً أنهم ليسوا وحدهم في هذا الطريق، فهم يحملون إرثاً من الشهداء والتضحيات، ولن يتنازلوا عن حقهم أبداً. دماءهم التي أُزهقت دفاعاً عن تهامة لن تذهب سدى، وستكون الشعلة التي تضيء دربهم في نضالهم المستمر...

سيُرفع الصوت عالياً، ولن يكون هناك صمت بعد اليوم. تهامة لا زالت كما كانت، قلب اليمن النابض الذي لا يموت، وستبقى رمزاً للصمود والكرامة. وأبناء تهامة سيرددون بأعلى صوتهم: لن تظل تهامة هامشية بعد اليوم، فهي الأرض التي لن نترك حقها ولا ننسى دماء أبنائها وشهدائها...

عاشت تهامة حرة أبية...