متى تُنصفون المعلّم؟ "دعوة لإعادة الهيبة لصاحب الرسالة الأولى"

.

     في خضـم الحديث المتكرر عن تطوير التعليم وتحسين مخرجاته، يبقى هناك صوت خافت، لا يسمعه كثيرون، مع أنه صوت الأساس "صوت المعلّم". 

     فالمعلّـم يا سادة؛ ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو مُربٍ، ومُلهم، وباني أجيال، فهو الذي يضع اللبنة الأولى في طريق كل طبيب، ومهندس، وقاضٍ، ومفكر، ومع كل هذا الدور العظيم، ما زال يُقابل بعدم التقدير، سواء على المستوى المادي أو المعنوي.

     والمـؤلم، أن هذا الدور العظيم لا يقابله التقدير الذي يليق به؛ فكثير من المعلّمين يعيشون ضغط العمل، وضعف الدخل، وتراجع المكانة الإجتماعية، بل وأحيانًا غياب الحماية داخل بيئة العمل.

     فإنصاف المعلّـم؛ ليس مجرّد تكريم شكلي أو يوم احتفال رمزي، بل هو منظومة كاملة تبدأ من تحسين وضعه المادي والمعنوي، وتوفير بيئة تعليمية محترمة، وتدريب مستمر، وتمكينه من المشاركة في تطوير السياسات التعليمية، بدلًا من فرضها عليه دون استشارة.

     المعلّـم -اليوم- بحاجة إلى أن يشعر بأن صوته مسموع، وبأن جهده محل إحترام، وبأن مكانته لا تقل عن أي مهنة أخرى، فبغيره؛ لا نملك طبيبًا، ولا مهندسًا، ولا قاضٍ، ولا مدافعًا، ولا حتى كاتبًا لهذا المقال.

     لقـد حان الوقت لوقفة جادة، لننصف المعلّم صانع الأجيال، لأننا حين نفعل، نكون قد أنصفنا المستقبل كله.

أ. مشارك د. هـاني بن محمد القاسمي

مستشار رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية

عـدن: 11 . أبريل . 2025م

.