سلام عليكم أيها الشهداء العظام
رحم الله الأبطال من الرجال و الشبان والغلمان ، من استشهدوا و ضحوا بأنفسهم وباعوها رخيصة في سبيل تحرير وطنهم و أرضهم ، ليحيا شعبهم بحرية واستقلال كبقية الأوطان ، و بعزة و كرامة بعد الذل والهوان ، حياة كريمة يهنئون فيها بالأمن و الأمان ..
لكنهم والله إن كُتِبَت لهم الحياة و رأوا وضعنا اليوم لتمنوا الشهادة على العيش قهراً و ظلماً و خذلان ، فهم قدموا ما عليهم فلهم الرحمة والغفران ، والخزي والعار لكل من داس على قبورهم و تناسى العهود وخان ، وجمع الأموال من أشلائهم وقد كان في جحره مختبئ كالفئران ، ولم يكتفي أولئك السفلة بما فعلوه من جرم و عدوان ، و بكل وقاحة اغتصبوا القيادة وقسموها فيما بينهم فصار كل منهم له جاه و صولجان ، ثم ماذا فعل من جاء بعد صمت لعلعة الرصاص ولهيب البركان ، سوى أنهم زادوا جرح و معاناة شعبهم و تفتنوا في تعذيبه أشكالاً و ألوان ، وبات الوطن محتلاً ممزقاً معتلاً أشد مما كان ، أسيراً مقيداً منزوعة كرامته ، مسلوبة إرادته ، مرهونة سيادته بيد مشايخ العمالة و أمراء و ملوك الخيانة على مر الأزمان ، فاللهم بحق هذا الشهر العظيم و أيامه ولياليه المباركة في رمضان ، فُكَّنا من ثكالتهم و تسلطهم علينا بضعف من فرطوا بالأمانة وباعوا الوطن بأبخس الأثمان ، وقَيِّضِ اللهم لنا رجالاً صادقين مخلصين مؤمنين بأن استقلالنا و حريتنا تنتزع نزعاً لا تستجدى من طامع أو محتل ولا تُرتَجَى من عبيد زعران .