(البترول الذي لا يُضحِك أحدًا.. قصة وطن يعصره النفط وتعجنه مكنة اللصوص)

في كواليس البلد المليء بالشفط لا بالنفط الذي لا نراه بالعين المجردة، تنعقد الاجتماعات الجادة جدًا على طاولات فخمة جدًا، حيث تُناقش أمور مصيرية جدًا، مثل: من سيجلس على الكرسي الأضخم؟ 

وبينما نحن مشغولون بمتابعة أسعار البترول العالمية، في المقايل الخاصة بمضغ عشبة القات اللعينة، يتفرغ اللصوص لإشعال حرائق سياسية في صحراءنا النفطية، حتى أن دخان صراع الشائعات أصبح يُباع مع النفط "كعرض خاص" ولمن شاء أن يشتري. 

عندما يتحدث مجلس القيادة الرئاسي

خرج المجلس الرئاسي بتقريرٍ يشبه "سيناريو فيلم أكشن"، مليء بالأرقام الكبيرة جدًا (مليار دولار؟ أي والله مليار دولار عدا ونطقا، ليتهم شركة بترومسيلة، وكأنهم قرروا أن ينفضوا عن أنفسهم الغبار باتهام الشركة الوطنية الوحيدة التي تعمل منذ سنوات على تقليل العبث وتحويل النفط إلى إنجازات، بدلًا من تحويله إلى أرصدة سرية في البنوك الدولية.

بترومسيلة: البطل في فيلم "الكل فيه شرفاء مكة مقابل حرامي واحد"

وعجبي!

في زاوية المشهد، تقف شركة بترومسيلة وحدها لتردّ على هذه الاتهامات ببيان وصفته بـ"الإشاعات الخبيثة"، مما أثار دهشة الجميع؛ لأننا لم نعد نعرف مَن الصادق ومَن "يمثل علينا". والغريب أن الشركة خفضت النفقات التشغيلية من 80 مليون دولار إلى 12 مليون دولار فقط. من يفعل ذلك في بلادنا دون أن يُتهم بأنه "عدو الشعب"؟

جنة هنت: شركة أم شبح؟

ومن دون لف ودوران دعونا نتحدث عن البديل المقترح: "جنة هنت"، التي يبدو أنها ليست جنة ولا هنت، بل شبح يطارد بترومسيلة في كوابيسها. فمالكو هذه الشركة مجهولون أكثر من هوية المسؤول عن انقطاع الكهرباء في صيف عدن. لماذا يتم الدفع بها إلى واجهة المشهد وكأنها المنقذ؟ 

وهل لدينا خيار آخر غير أن نضحك كي لا نبكي؟

الحوثيون: الضرائب التي لا نراها!

وكأن المشهد ينقصه أشرار جدد، نكتشف أن الحوثيين قد يكونون مستفيدين من هذا العبث النفطي، حيث تصلهم ضرائب "من وراء حجاب". يبدو أننا أصبحنا محترفين في تحويل أي شيء إلى "قضية سياسية" حتى لو كان النفط الذي يفترض أن يكون شريان حياة، لا وسيلة للموت البطيء.

الأسئلة التي لا تحتاج إلى إجابة

– لماذا يبدو أن "منقذي الوطن" هم دائمًا الأكثر استفادة من أزماته؟

– مَن الذي يستفيد حقًا من هذا الفوضى؟ أم أننا جميعًا أصبحنا ضحايا مسرحية بلا مخرج؟

الخاتمة التي لا تختم شيئًا

في النهاية، هل نتوقع شيئًا أفضل في بلادنا؟ بالطبع لا. ولكن، لنتفق على شيء واحد: بترومسيلة، رغم كل شيء، تُظهر لنا أن الوطنية لا تزال ممكنة حتى في وطنٍ يحاول الكبار بيعه بـ"التقسيط المريح".

ألا ليتهم يفتشون عن المستفيد البارع ومحرك تلك الزوبعة المدوية، وبدايتها كانت من القطاع رقم 5 "بترومسيلة/شبوة.

وسلامتكم،،،