عدنان حجر يكتب عن الشهيد جار الله عمر في الذكرى ال22 لاستشهاده وكلماته الاخيره إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح ..

عدنان حجر يكتب عن الشهيد جار الله عمر في الذكرى ال22 لاستشهاده وكلماته الاخيره إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح ..

منبر الرأي / كتب : عدنان حجر

في مثل هذا اليوم 28 ديسمبر2002م ارتقى القائد المعلم المفكر جار الله عمر الكهالي الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني وواضع اسس ومبادئ وادبيات أحزاب اللقاء المشترك الذي تأسس عقب استشهاده في 2003م واعتبر تجربة وعلامةً بارزةً في تاريخ الحياة السياسية اليمنية.. بعد أن كان يعرف سابقًا بـمجلس التنسيق الأعلى للمعارضة..

ارتقى جار الله عمر شهيدا بعد أن اخترقت صدره رصاصات الغدر أمام أكثر من 5000 شخص هم أعضاء وضيوف الموتمر العام الثالث لحزب التجمع اليمني للإصلاح.وعلى يد شخص جبان وغادر قيل إنه مجنون وهو الذي حصل على كل التسهيلات لدخول القاعة مسلحا ومكلفا لتنفيذ جريمته بحق شخصية بحجم الوطن...وهاهي اليوم 28ديسمبر2024م تحل علينا  الذكرى 22 لاستشهاده..

استشهد القائد جار الله عمر وكانت اخر كلماته موجهة إلى حزب التجمع اليمني للاصلاح في موتمرهم العام الثالث قائلا  : " إن أنظار كل أبناء اليمن متجهة إلى هذه القاعة وهي تتطلع إليكم واثقين كل الثقة بأنكم ستخرجون في مؤتمركم هذا بكل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض وبمزيد من التجديد والتأصيل النظري الشرعي للحرية والديمقراطية ومناهضة الاستبداد..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " .

لم تكن تلك الكلمات مجرد كلمات بل كانت رسالة تاريخية حملة في طياتها من الدلالات ماكان الشهيد يريد بها وهي ماينفع الناس ويمكث في الأرض بتوجه جديد ..وان ماينفع الناس لا يمكن أن يتحقق عمليا الا بترسيخ الديموقراطية وصيانة الحريات والحفاظ على السيادة الوطنية وحل الخلافات مع الجيران ووضع حد لإنهاء القمع الفكري والمواطنة المتساوية وتوفير الحقوق للشعب مقابل الايفاء بواجباته ...وتجنيب اليمن العنف والحروب والصراعات الداخلية وإقامة دولة مدنية تخلو من الظلم والاستبداد مسترشدة بالتسامح الديني والاجتماعي والسياسي والتصالح الوطني وعلى قاعدة أن ماينفع الناس ينفع الاوطان ويحقق العدالة الاجتماعية والأمن والامان والاستقرار والتنمية والرخاء ..

فلقمة العيش ليست كافية في نظر الشهيد جارالله بل يجب أن يتم ذلك بتوفير الحرية وتحقيق العدالة واحترام الحقوق وتوفير الخدمات التي يجب أن تكون في متناول الجميع وتسخير الجهود  لنشر السلام مع الجميع وبين الجميع ..وإصلاحات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية  تنتصر للتقدم وتتصدى للجهل والتخلف والمصالح الشخصية الأنانية وتعيد النظر في آليات التمترس حول القوة الحزبية أو الاقتصادية أو الدينية المتشددة والمتطرفه واستبدال ذلك التمترس بالالتفاف نحو السيادة الوطنية ووطن للجميع ...

لم تكن تلك الكلمات موجهة منه إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح باعتباره عدوا لدودا أو خصما خطيرا ..بل باعتباره شريكا في المسؤولية الوطنية والنضال من أجل الشعب والأرض والسيادة والبناء والتنمية والتقدم ..وذلك ماجعله يرتقي شهيدا للديموقراطية والتسامح السياسي ووصاياه السبع التي حملت في مبادئها مشروع وطن ... فكان اغتياله اغتيال مشروع باغتيال وطن ..

وهاهي ذكرى استشهاده ال22  تحل علينا واليمن في اسوء حالاته في كل المجالات والنواحي والشعب يرثى له لابصير ولانصير والمصير مجهول...وسيرة الشهيد الذاتية غنية عن العرض والتعريف كونها كانت ثرية بالنضال السياسي الوطني والسلوك اليومي الحياتي القيمي والمشاركات والاسهامات الفاعلة في مختلف المجالات سياسيا وحزبيا وعسكريا وادبيا وثقافيا ..ورحل الشهيد جار الله عمر جسدا وروحه تسعى بين الجميع رفاق واصدقاء وأعداء وخصوم ...وأدعو الجميع هنا لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة ...