حقيقة من يقف وراء بنك الكريمي ودوره وأثره في القطاع المصرفي اليمني؟

حقيقة من يقف وراء بنك الكريمي ودوره وأثره في القطاع المصرفي اليمني؟

منبر الأخبار

 

اكتب هذا الكلام وانا اشاهد الزحام على الصرافات الآلية في الشوارع اللي مريت بها اول يوم بالعيد

الكريمي للصرافة .. شركة الكريمي اكسبرس .. مصرف الكريمي .. بنك الكريمي للتمويل الأصغر الاسلامي

هكذا تدرج الكريمي من مرحلة الى مرحلة من العام 90م إلى اليوم كمشروع صغير راح ينمو ويكبر حبه حبه ..نمو وتطور يتسم بالهدوء والثقة والتجديد والمفاجأة

 قبل ما نسمع عن (الكريمي اكسبرس) كانت الشركات والصرافين والبنوك يحولون الأموال بين المحافظات  بطريقة تقليدية عن طريق التواصل فيما بينهم من خلال   الهاتف ثم الفاكس وكان المواطن يعاني من مسألة الوقت متى بتوصل الحوالة ويا منعاه معي مرض ولحين يمتلىء الكشف ويرسله فاكس انتظر يوم وفي أحسن الحالات نص يوم واذا ما حالفك الحظ يحصل أنه الفاكس المستقبل بدون حبر أو أوراق ولازم ترجع مره ثانية تعامل المهم قصة يعرفها الناس اللي كانوا يتعاملو بالحوالات وقتها مع الصرافين ومن ضمنهم الكريمي 

لكن الكريمي تمرد على هذا الواقع وراح ولأول مره في اليمن عمل شبكة حوالات الكترونية ورفع شعار الكريمي اكسبرس الحوالات في لحظات ولأول مره صارت حوالتك توصل إلى أي محافظة بضغطة زر يعني بثواني بدلا من ايام .. كانت هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية جبارة في خدمة تحويل الاموال على مستوى هذا القطاع فتخيل صراف عادي يفكر ويروح يشتري أجهزة كمبيوتر ويدخل خطوط شبكة ويربط كل فروعه ويدرب كل موظفيه ويحقق نجاح لأول مو نوعه في هذاك الوقت ..

طيب هذي التجربة الفريدة انتقلت واستفاد منها فيما بعد كل الصرافين والشركات وما سمعنا انه احتكر أو حارب أي منافس أو أعاق أي محاولة لتقليده ولا استخدم أمواله لمنع المنافسين من مواكبته بل أصبح تحويل بضغطة زر شعار لكل الشركات إلى أن تلاشى وسارت السرعة حاجة طبيعية ومش ميزة مع حد دون آخر..

 العقليات اللي هي وراء هذا الإنجاز هي ذاتها اللي عملت في 2010 على اقتحام سوق التمويل الأصغر كبنك اسلامي يتبع القطاع الخاص وممول ذاتياً واشتغل بصمت وضخ مليارات الريالات في دعم الاف المحلات التجارية والخدمية من بقالات ومطاعم وورش ومدراس ومعامل وحلاقين وبوفيات ومعارض ملابس وإلكترونيات  ومزارعين ... الخ وصنع قصص نجاح مذهله وابهر الجهات المهتمه في مجال التمويل الأصغر داخل اليمن وخارجه وصارت تجربته تستنسخ في بقية البنوك وشفنا الجميع أصبح يقدم خدمة التمويل الأصغر بما فيها البنوك التجارية اللي كيفت أنظمتها وسياساتها وفتحت نوافذ إسلامية وانعكس ذلك على القطاع المصرفي اليمني بكامله..

تجربة أخرى هي النقود الالكتروني كريمي جوال وام فلوس اليوم أصبحت جزء من الخدمات البنكية الإلكترونية في كل البنوك وصار في السوق عشرات التطبيقات اللي حاكت تجربة الكريمي 

وقبل كل شيء يحسب للكريمي أنه هو اللي أخرج الخدمات البنكية (الحسابات وبطائق الصراف والودائع ) من وراء الابواب الزجاجية حق البنوك واللي كانت مقتصرة على فئة التجار والشركات وجاء الكريمي وروجها للشعب وصار المتعلم والأمي والموظف و العامل والرعوي والرجل والمرأة كلهم معاهم حسابات ويستخدمون بطاقة الصراف الالي حق بنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي  وكمان يرسلوا أطفالهم يسحبوا منها وصار الحساب البنكي في متناول كل شخص، وهذا انجاز عظيم واستثنائي على مستوى القطاع المصرفي وعلى مستوى تغيير ثقافة مجتمع بكامله .

فخلونا نكون واقعيين ومنصفين ومش مجرد ناقلين لكلام سمعناه أو قرأناه هناك أو هناك ولا ندري من خلفه ولماذا؟

خلونا نكون حريصين ولا ننجر  ونرمي المصابيح المضيئة ثم نشتكي من الظلام..

لو قلت لكم أنه بلادنا تعاني من التخلف وعدم مواكبة التطور في كل القطاعات اكيد كلكم بيقول كلام صحيح وما يحتاج تأكيد والكل قادر يحلل الاسباب والمعوقات والحلول من وجهة نظره.

لكن هناك عامل مهم وضروري ورئيسي عشان يحصل النهوض ومواكبة التطور في العالم في أي قطاع سواء قطاع الاتصالات أو البنوك أو التكنلوجيا وووو الخ

هذا العامل المهم والضروري هو وجود بيئة اجتماعية  حاضنة ومشجعة وناقدة بصدق وواقعية..

انت كمواطن يؤثر انطباعك و تفاعلك سلباً أو إيجاباً تجاه أي مؤسسة أو قطاع .

فعندما تكون مواطن إيجابي وعقلاني تشيد بنقاط التميز والتفوق في أي مؤسسة وتقوم بتقديم النقد البناء عند ملاحظة نقاط قصور حقيقية وواقعية فأنت تساهم في تحسن وتطور هذا القطاع الاقتصادي اللي بالتأكيد يمثل جزء أساسى في اقتصاد وطنك.

وعندما تكون مواطن سلبي وانفعالي تنشر الاشاعات وتحبط جهود المئات أو الآلاف من العاملين  وتهدم انجازاتهم لمجرد انك سمعت أو قرأت أو تعرضت لموقف فردي لا يعبر عن توجه أو سياسة المؤسسة فأنت تساهم في تشويه و إعاقة عملية التحسين والتطوير اللي ممكن تنعكس على القطاع الاقتصادي اللي تنتمي له المؤسسة بكامله..

صحيح أنه العظماء والمنجزين عارفين شغلهم و قادرين على تجاوز هذي المعوقات اللي يثيرها البعض لكن موقفك الإيجابي والعقلاني كان ممكن يساعدهم عشان يكونوا اسرع وافضل مما هم عليه ..

انا موظف انتمي لشركة اعمل مع المئات من زملائي وزميلاتي بكل جهد عشان نحقق انجازات يفخر بها كل مواطن ويستفيد منها كل مواطن ونقدم تجربة متطورة تستفيد منها كل الشركات العاملة في نفس القطاع بما فيها المنافسة، ولما نلمس أننا نعمل داخل بيئة مجتمعية مؤمنة بقدراتنا و منصفة ومقدرة لجهودنا هذا بيحفزنا أننا نقدم جهود مضاعفة ونطبق افكار إبداعية وإنجازات عظيمة في وقت قياسي والعكس بيحدث  لما تنجر لتشويه عملنا ومشاركة إشاعات انت مش عارف مين وراها وما حقيقتها أو لمجرد انك تعرضت لموقف سلبي في يوم من الأيام.

كتب: م.  خالد سعيد