صباح الحرية والكرامة .. فيما يشبه الفرح..


•• بروفيسور / قاسم المحبشي..

تنتابني مشاعر متعددة وانا اتابع الاحداث المتسارعة في سوريا الحبيبة . لم تغمض عيناي طوال الليل من شدة الفرح بانهيار قلعة من قلاع الوسخ التاريخي بحسب أحمد برقاوي؛ نظام الأسد الدموي الرهيب الذي أذاق الشعب السوري العظيم شتى صنوف التعذيب والقهر والطغيان طوال 55 عاما وكأنها الدهر كله بكلكلها الثقيل الذي جثم على عاتق سوريا وانشب مخالبه المميته بخانقها كل هذه الزمن الطويل جدا...

زرت سوريا ثلاثة مرات لغرض الدراسات العليا ومقابلة مشرفي العلمي الأستاذ الدكتور أحمد نسيم برقاوي. إذ سجلت معه رسالة الماجستير حينما كان استاذا زائرا في جامعة عدن عام 1992م...

زرتها للمرة الأولى في 1993م فأحببتها من أول نظرة. سكنت المرجة في قلب دمشق واقمت في مزة جبل وفي عمارات 14 وزرت قلعة دمشق والمسجد الأموي وسوق الحميدية وجبل قاسيون و برودان حي الرمانة والمدينة الجامعية وكلية الآداب على الاستراد ومكتبة الأستاذ أحمد برقاوي في شقته العمارة على الاستراد ومكتبة دمشق المركزية وزرت برفقة الدكتور أحمد إدلب وحلب ومررت بمعرة النعمان ..الخ. ظلت سوريا من أجمل الذكريات التي اختزنتها ذاكرتي. لا مثيل لطغيان الأسد وعائلته العابثة وقبضتهم البوليسية على خناق السورين..

أنه النظام الأكثر دموية في تاريخ العالم. اتذكر أنني قرأت وصف رهيبة لسجون الأسد في رواية سباق المسافات الطويلة ل عبدالرحمن منيف. صورة السجن الكائن في قلب الصحراء وزنازنة القذرة المظلمة المليئة بالأفاعي والعقارب السامة مازالت تعود الحضور الكابوسي في ذاكرتي منذ قرأتها قبل ثلاثة عقود من الزمن. رهيبة إلى درجة غير متوقعة حيث يبلغ الرعب والوجع قاع الجحيم المستحيل.. 

في هذه اللحظة السورية الفائقة من مسيرة الحرية التي طال انتظارها حد اليأس لا يسعني أن اهنئ كل السوريين الذين تمكنوا اخيرا من الخروج من السجون الرهيبة. ومبارك لكل أحرار سوريا طي صفحة الوحش الأسد إلى الأبد..

عاشت سوريا حرة وأبية..
وعلى هذه الأرض ما يستحق الفرح ..