“الحراك التهامي في الأردن: صوت ضد الإقصاء ومسار نحو الاستحقاقات الوطنية”..

في العاصمة الأردنية عمّان، شهد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن حدثًا ذا أهمية بالغة تمثّل في لقاء جمع قيادة الحراك التهامي السلمي مع المبعوث الخاص وفريقه. يهدف هذا اللقاء إلى تسليط الضوء على معاناة أبناء تهامة واستحقاقاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تم تهميشها وإقصائها لعقود طويلة، وسط استمرار محاولات تغييبهم عن المشهد الوطني من قبل أطراف مختلفة، بما في ذلك مليشيا الحوثيين والحكومة الشرعية...

الحراك التهامي السلمي أكد خلال اللقاء على مطالبه العادلة والمشروعة في تحقيق العدالة والتمثيل العادل لأبناء تهامة في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما شدد على أن تهامة، رغم غناها بالموارد الطبيعية وموقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر، تعيش حالة من التهميش والإقصاء المتعمد الذي أفضى إلى أوضاع معيشية كارثية وغياب التنمية...

 الحراك أوضح أن المعاناة التهامية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكم عقود من الإقصاء، وأن أطراف النزاع الحالية الحوثيين والحكومة الشرعية تواصلان إقصاء أبناء المنطقة، ما يعكس غياب الإرادة الحقيقية لتحقيق شراكة وطنية شاملة. شهد اللقاء توضيحًا لرفض الحوثيين وأطراف في الحكومة الشرعية أي خطوات جادة نحو إدماج أبناء تهامة في صنع القرار...

 وأبرزت قيادات الحراك أن هناك جهات تسعى للحفاظ على تغييب تهامة عن المشهد، وهو أمر لم يعد مقبولًا في ظل الدعوات المتزايدة لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة اليمنية. الحراك أشار إلى أن استمرار هذا النهج لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني وزيادة الاحتقان في المنطقة، مؤكدًا أن التهميش والإقصاء الممنهج لأبناء تهامة يضعف جهود تحقيق الاستقرار والسلام...

 في المقابل، طرح الحراك رؤية شاملة تهدف إلى ضمان مشاركة أبناء تهامة في العملية السياسية وتنمية موارد المنطقة بما يحقق حياة كريمة لسكانها. تضمنت الرؤية مطالب واضحة تشمل تمثيل سياسي عادل، عن طريق ضمان تمثيل تهامة في المفاوضات السياسية والمجالس الوطنية. وكذلك العدالة الاقتصادية، بحيث يكون هناك استثمار موارد المنطقة لصالح سكانها وتنفيذ مشاريع تنموية عاجلة. بالإضافة إعادة الإعمار والتنمية، حيث يتم تخصيص برامج إعادة إعمار خاصة بتهامة، نظرًا للأضرار الكبيرة التي لحقت بها خلال النزاع...

وأخيراً ضمانات أممية، حيث يتم توفير دعم دولي وأممي لضمان تنفيذ هذه المطالب، بعيدًا عن التلاعب السياسي. اللقاء انتهى برسالة قوية من قيادة الحراك التهامي السلمي، أكدت فيها أن أبناء تهامة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام محاولات استمرار تهميشهم وإقصائهم. كما دعوا المبعوث الأممي إلى التحرك الجاد لضمان حقوقهم المشروعة، مشددين على أن العدالة لأبناء تهامة هي جزء لا يتجزأ من أي حل سياسي شامل في اليمن. ختاماً يمثل لقاء الحراك التهامي بمكتب المبعوث الأممي خطوة هامة في تسليط الضوء على معاناة منطقة تهامة واستحقاقاتها العادلة. لكن التحدي الأكبر يبقى في مدى قدرة المجتمع الدولي والأطراف اليمنية على الاستماع لهذه المطالب وتنفيذها، لتجنب استمرار مأساة التهميش والإقصاء التي دفعت بها المنطقة لعقود طويلة من الألم والمعاناة...