وفد الحراك التهامي السلمي في عمّان: نحو شراكة وطنية تضمن حقوق أبناء تهامة في مستقبل اليمن..

وفد الحراك التهامي السلمي في عمّان: نحو شراكة وطنية تضمن حقوق أبناء تهامة في مستقبل اليمن..

بقلم الكاتب / عبدالجبار سلمان ...


✍????: عبدالجبار سلمان ..


وصل وفد سياسي من الحراك التهامي السلمي إلى العاصمة الأردنية عمّان برئاسة الشيخ عبد الرحمن حجري، قائد الحراك التهامي السلمي والمقاومة التهامية، استجابة لدعوة رسمية من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن..


 تأتي هذه الزيارة في توقيت حساس يعاني فيه اليمن من نزاع مستمر، حيث يهدف اللقاء إلى مناقشة آفاق السلام وطرح رؤى تمثل تطلعات أبناء تهامة الذين طالما عانوا من التهميش والإقصاء في القرار السياسي..


 وتأتي هذه الدعوة لتوفير منصة دولية تتيح للحراك التهامي إيصال رسالته وعرض قضاياه التي لا تقتصر على مطالب سياسية فحسب، بل تشمل كافة القضايا الوطنية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي والأمني. ضم الوفد التهامي نخبة من المتخصصين والخبراء في مجالات متعددة، ما يعكس اهتمام الحراك بتقديم رؤية متكاملة وشاملة..


 وتهدف هذه الزيارة إلى عرض رؤى الحراك التهامي تجاه مختلف القضايا الوطنية، والتي تركز على إرساء دعائم السلام المستدام وتعزيز استقرار اليمن بشكل يضمن العدالة والمساواة لكافة مكوناته، وعلى رأسها أبناء تهامة. وصرح الشيخ عبد الرحمن حجري، رئيس الوفد، بأن المشاركة في هذه النقاشات تأتي للتأكيد على حقوق تهامة وإعادة الاعتبار لدورها التاريخي في الهوية اليمنية،.


مشدداً على ضرورة أن تكون تهامة جزءاً أصيلاً من أي حلول سياسية مستقبلية. أكد وفد الحراك التهامي أن رؤيته تقوم على أسس الشراكة الوطنية التي تضمن مشاركة جميع المكونات اليمنية في إدارة البلاد. ويؤمن الحراك بأن حل الأزمة اليمنية يكمن في إعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية وفقاً لمبادئ العدل والمساواة، مع إعطاء جميع الأطراف، بما فيها أبناء تهامة، دوراً فاعلاً في صنع القرار السياسي..


 وأضاف الشيخ حجري أن تهامة ليست مجرد منطقة جغرافية بل جزءٌ أساسي من الهوية الوطنية، ويجب أن تنال مكانتها العادلة في الهيكل السياسي والاجتماعي للدولة اليمنية. ويطالب الحراك بضرورة إنهاء سيطرة الميليشيات الحوثية على اليمن وإيقاف الهجمات والقرصنة الارهابية في الممرات البحرية، معتبراً أن هذا الوضع ساهم في زعزعة الاستقرار في اليمن وأضعف مؤسسات الدولة، مما تسبب في تأخير الوصول إلى حل شامل للأزمة..


 كما شدد الحراك على أهمية الاستجابة لمطالب أبناء تهامة بتمثيل أكبر في الحياة السياسية والاقتصادية، مع توفير فرص تنمية مستدامة تعيد الاعتبار للمنطقة بعد سنوات من التهميش والإقصاء. تتضمن النقاشات بين الوفد التهامي والمبعوث الأممي وضع خارطة طريق للسلام المستدام في اليمن، وتنقسم هذه الخارطة إلى ثلاث مراحل رئيسية تسعى لتغطية الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية لضمان سلام طويل الأمد واستقرار شامل. وتأتي هذه المراحل على النحو التالي:
 1. المرحلة الأولى: التوافق السياسي، تسعى هذه المرحلة إلى بناء توافق سياسي شامل بين جميع الأطراف اليمنية، بما يضمن مشاركة أبناء تهامة في صناعة القرار. ويرى الحراك التهامي أن هذه الخطوة ضرورية لمعالجة جذور الصراع السياسي وفتح باب الحوار بين المكونات المختلفة.
 2. المرحلة الثانية: الاستقرار الاقتصادي، تركز هذه المرحلة على إعادة بناء الاقتصاد اليمني ومعالجة آثار النزاع، مع تخصيص اهتمام خاص للمناطق التي عانت من التهميش، مثل تهامة. ويهدف الحراك من خلال هذه المرحلة إلى تحقيق العدالة الاقتصادية التي تضمن تنمية شاملة للجميع، وتوفير فرص عمل وتحسين الخدمات العامة.
 3. المرحلة الثالثة: إعادة الإعمار والاستقرار الأمني، تتمثل هذه المرحلة في إعادة إعمار البنية التحتية اليمنية التي تأثرت بالنزاع، والعمل على ضمان استقرار أمني دائم. ويؤكد الحراك التهامي أهمية أن يكون أبناء تهامة جزءاً رئيسياً في جهود إعادة الإعمار، لضمان استفادتهم من عملية البناء وتعزيز دورهم في استقرار المنطقة..


تعتبر مشاركة الحراك التهامي السلمي في هذه النقاشات خطوة مهمة نحو توسيع التمثيل السياسي لأبناء تهامة في المشهد الوطني، وإبراز مطالبهم المشروعة. يمكن أن تكون لهذه الزيارة آثار كبيرة على المستوى السياسي في اليمن، حيث قد تساهم في زيادة التمثيل السياسي لأبناء تهامة وتعزيز مكانتهم في المشهد الوطني. كما أنها قد تمثل خطوة نحو تحقيق مطالبهم بالمساواة والعدالة، وتساعد في بناء يمن جديد يتسع لجميع أبنائه...