رحله من عدن الى المخاء.. انطباعات وملاحظات سريعه..
بقلم: محمد قاسم نعمان .*
رافقت ابني الدكتور سامي في رحلته الى مدينه المخا الساحليه وكان معنا في هذه الرحله الاعزاء الدكتور عبد الله عوبل والاستاذ احمد عبد الله حسين الممثل والمخرج والكاتب المسرحي الكبير..
من مدينه عدن الى مدينه المخاء استغرقت الرحله حوالي اربع ساعات وكان يمكن ان تكون أقل من ذلك لولا صعوبه وتردي حاله الطريق التي تمتلئ فيها ممرات السيول غير المحميه بالاضافه الى الكثير من الحفر والتشققات في الطريق نتيجه لغياب الصيانه..
لكن مالفت نظري كثيرا هو انتشار تسوير الاراضي بمساحات واسعه بعضها ممتدة لعدد من الكيلوهات وبالذات في المساحات التابعه لمديريات عدن الصغرى( البريقة)
وكذا المساحات التابعه ل (مديريه طور الباحه)
اما الصوره الاخرى التي لفتت نظري فهي واقع اطفال تلك القرى الموجوده في مسار الطريق حيث تشاهد الاطفال اما يمشون بطريقهم لمسافات طويله للذهاب الى مدارسهم او يبحثون عن من يقلهم من السيارات الماره في الطريق وهنا تبرز العديد من الاستفسارات والملاحظات المختصره لما شاهدته في هذه الرحله..
* ان مدينه المخا تشهد تطورات كبيره وسيكون لها اهميه تجاريه وسياحيه في قادم الشهور والسنوات
* ان الطريق الذي يربط بين مديريه البريقه بمحافظة عدن وراس العاره وما تليها من مناطق تتبع محافظة لحج تبرز اهميه اعاده اصلاحه وترميمه ووضع جسور صغيره في مواقع مرور السيول.
وهنا اود التنويه باننا اطلعنا في في طريق العوده ونحن مغادرين مدينه المخا على لوحه كبيره تبين ان اصلاح وترميم الطريق ما بين المخا وعدن تم بدعم من دوله الامارات العربيه المتحده وسمعنا ونحن في مدينه المخا ما يؤكد ان هذا الطريق الممتد من المخا إلى عدن قد تم استلام مخصصاته من قبل وزارة الانشاءات ومع ذلك لم يتم تنفيذ عمليه الترميم على العكس من ذلك هناك عمليات ترميم تنفذ حاليا تربط ما بين باب المندب ومدينه المخاء تسير على قدم وساق.
تسوير مساحات كبيرة من الأراضي هل تم ذلك استنادا لإجراءات قانونية ورسمية ام هي مجرد بسط على الأرض دون إجراءات قانونية..؟
- الطريق الممتدة من عدن إلى المخا تفتقد إلى اللوحات الموضحة لاسماء القرى والمناطق التي يمر فيها المسافر ،كما تفتقد لتوضيحات المسافات بين كل منطقة واخرى
* ان الاوضاع المعيشيه للسكان في المناطق التي يمر بها الطريق هي اوضاع صعبه جدا فكثير من السكان يعيشون اوضاع مزريه في عشش خشبية و يفتقدون الى ابسط الخدمات من مياه وكهرباء والكثير منهم يلجاون الى السكن في العشش والبيوت الخشبيه وبالتالي يمكن اعتبارهم بانهم مواطنون مهمشون يفتقدون لحقوق المواطنه بعيدين عن نظر السلطات المحليه والمركزيه ولابد من ان تكون هناك اليه لاعاده ادماجهم في المجتمع وتقديم الخدمات الضرورية لهم بكل الوسائل.. - كما تم ملاحظه وجود العشرات من المهاجرين ( الأفارقة ) الذين يسيرون على اقدامهم باتجاه عدن قادمون من السواحل اليمنيه على الطريق وهو ما يعبر عن تدفق كبير لهؤلاء المهاجرين وعمليات التهريب الضخمه التي تتم دون حسيب أو رقيب والتي قد تشكل تحديا امنيا لمدينة عدن في المستقبل .. في ختام مقالتي هذه ادعوا عمادة و أساتذة كليات الجامعات توجيه طلابهم وطالباتهم القيام بالنزول الميداني لتطبيق الدراسات والعلوم التي يتلقونها لربطها على الواقع لرصد الأوضاع وعمل بحوث ودراسات ميدانية ترتبط بتخصصاتهم الدراسية ووضع تصوراتهم للحلول المطلوب القيام بها..
- وبالذات في المجالات المرتبطة بدراساتهم وتخصصاتهم الدراسية في مجالات ( التنمية والقضايا والمشكلات الاجتماعية والصحة والهندسة....)
وكلما ارتبطت الدراسات الجامعية بالواقع والمشكلات التي تواجه المجتمع كلما كان ملبي للدور المناط بالجامعات ودور الطالبات والطلاب ...ويمكن قياس النجاح الدراسي للطالب الجامعي بما يقدمه للمجتمع من حلول لمشكلاته في مختلف مجالات التخصصات الدراسية الجامعية.. وفي مدى إسهامه بقضايا المجتمع وتطوره وتنميته وتنمية الحياة الإنسانية عموما..