إلى عقلاء الجنوب .. كونوا على قلب رجل واحد .
كل من يعيش على أرض الجنوب وخاصة العاصمة عدن عليه أن يجعل امنه وأمن أسرته واستقرارهم من أمن واستقرار الجنوب وعاصمته عدن ..وكل المعطيات السياسية والاقتصادية والعسكرية في الظروف الراهنة باتت تؤكد وبما لايدع مجالا للشك أن المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها العاصمة عدن في خطر ...
لم يعد خافيا على أحد أن شرعية الحرب ( سلطة الشرعية ) وسياستها البرجماتية ( النفعية ) اثبتت عجزها عن القيام بالتزاماتها تجاه الشعب وفقدت فاعليتها الإدارية في إدارة الدولة وغردت خارج مسؤولياتها الوطنية وفشلت في تحرير الاراضي الشمالية وفشلت في تحرير مؤسسات وقطاعات الدولة وفرطت بالكرامة والسيادة الوطنية ..حتى فقد الشعب ثقته بهذه المسماه الشرعية ..
لكنها نجحت في تقديم التنازلات للميليشيات الحوثية الارهابية ونجحت في إضعاف الفريق التفاوضي ونجحت في تحويل الحوثيين من مهزومين إلى منتصرين ونجحت في انهيار العملة ودمار الاقتصاد الوطني ونجحت في تجويع الشعب وتفاقم معاناته اليومية ..ونجحت في استجلاب قوات درع الوطن إلى الجنوب والعاصمة عدن....
وغدت سياستها تصب في خدمة الحوثي المحتل للشمال شأنها في ذلك شأن كل المتخادمين مع الحوثيين..وأصبحت سلطتي الشرعية والحوثيين وجهان لعملة واحدة وهو فرض سلطة الأمر الواقع ..وهدف هاتين السلطتين هو استهداف الجنوب الحر المحرر ..
ولم يعد خافيا على أحد أن الكل رتب أموره واوضاعه مع عدو الكل ( الحوثيين ) ..ولم يتبقى أمام ألكل مضافا إلىهم الحوثيين سوى عدو واحد وهو شعب الجنوب والمجلس الانتقالي حامل القضية الجنوبية...وهاهم الحوثيين يحشدون حشودا غير مسبوقة على المناطق الحدودية الشمالية الجنوبية ..
لم يعد خافيا على أحد أن الخلافات الجنوبية الجنوبية الراهنة تجاه الحرب والسلام وحق تقرير المصير وقضايا أخرى أمنية واقتصادية تكاد تعصف بالقرار السيادي الجنوبي بتغذية من الخصوم السياسيين في الداخل والخارج ومن المتخادمين مع الحوثي في الشرعية وفي بعض المكونات الحزبية المتخادمة مع الحوثي تحت مظلة الشرعية والرافضة لحق تقرير المصير واسترداد دولة الجنوب ..
وحسبهم انهم يستهدفون المجلس الانتقالي وهم يستهدفون الجنوب وان اختلاف المختلفين من الجنوبيين مع الانتقالي يسهم في مزيد من استهداف الجنوبيين بعضهم لبعض ..والمتربصين بالجنوب يستغلون فرص هذه الخلافات لاستهداف الأمن والاستقرار في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية ...لان الهدف ليس تفشيل الانتقالي في إدارته بل الهدف ابتلاع الجنوب على غرار 1990م و 1994م و2015م..
في العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية يحملون المجلس الانتقالي مسؤولية تردي الخدمات وتأخر صرف رواتب الموظفين وسوء إدارة المؤسسات والإدارات والهيئات وعدم ضبط اسعار المواد الغذائية وعدم وضع حد لمعاناة الناس والنهب والقتل والاختطاف..وكل ذلك ليس استهدافا للمجلس الانتقالي بل استهداف الجنوب..
اخاطب هنا الرفاق من عقلاء الجنوب غلبوا مصلحة الجنوب فوق كل المصالح .. حكموا العقل والمنطق في اختلافاتكم ..لايمكنكم مواجهة هذا الخطر الذي يداهم الجنوب وكل واحد ماسك من السكة طرف.. انتصارا للجنوب والقضية الجنوبية كونوا على قلب رجل واحد ولا تكونوا كالذين تفرقوا ...صححوا الأوضاع الخاطئة .. عالجوا المشاكل العالقة ضعوا حدا نهائيا وحاسما لأسباب هذا الخطر ..
الجنوب في خطر .. القضية الجنوبية في خطر شعب الجنوب في خطر قادة الجنوب في خطر.. المجلس الانتقالي في خطر .. مطلوب تدارك هذا الخطر ..ثقتي كبيرة في العقل الجنوبي في تجاوز هذا الخطر ...