ماتحصلت عليه دون تخطيط مني كان اجمل مما حلمت به خططت له

اخوالي دائما كانوا ينادونني منذ صغري ( دكتورة ) ، لكن انا ما كنت افكر ولا اسأل نفسي ماذا احب ان اكون عندما اكبر وعندما كان احد يسالني اقول دكتورة مثل ماينادونني اخوالي وكنت متفوقة في المدرسة ومن الاوائل في الفصل ، رغم إني كنت احب ادرس الاطفال ومنهم اخواتي واخذ سبورة واشرح لهم واستمتع بذلك وعندي قدرة على توصيل المعلومة لهم . المهم تخرجت من الثانوية العامة ومعدلي كان يدخلني كلية الهندسة فقلت في نفسي ادخل الهندسة وفعلا دخلت تخصص بناء و درست فصل واحد فقط ولكني لم اجد نفسي في الهندسة فخرجت منها وذهبت لدراسة الكمبيوتر وعرض علي من مدير المعهد ان اكون مدرسة كمبيوتر في معهده وافقت وكنت اشعر بشيئ ينقصني لاني لم التحق بالجامعة وكنت حيرانه في اختيار الكلية ، اقترح علي والدي ان ادرس اعلام وكان قسم الاعلام جديد في سنته الثانية للانشاء بكلية الآداب ولكن ماشعرت برغبة لدراسة الاعلام و راحت علي السنة الثانية بدون ماادخل الجامعة واستمريت ادرس في المعهد دورات كمبيوتر لطلاب من اعمار مختلفة وكان مجال جديد والناس تتجه للمعاهد لتدرس الكمبيوتر وياتوا موظفين من المرافق الحكومية والخاصة و طلاب ايضا ليدرسوا دورات في الكمبيوتر ، في السنة الثالثة قررت ان ادخل الجامعة فعرض علي خطيبي حينها الذي هو زوجي الان وشريك حياتي ان ادخل قسم الاعلام للمرة الثانية يعرض علي الإعلام بعد عرض ابي ، فكنت بصراحة حيرانه وخايفه ادرس اعلام ويكون مصيري مثل مصير ابي وزملاءه الصحفيين لم يجدوا الاهتمام من الدولة واعمارهم استهلكت في بلد لاتقدر قيمة المبدع ، دخلت الإعلام بعد ما عرفت انه يوجد اقسام مختلفة منها الإذاعة والتلفزيون والصحافة والعلاقات العامة قررت ادخل اعلام واتخصص علاقات عامة حتى استطيع ان اعمل في اي مجال اخر غير الصحافة او التلفزيون ، تخصص العلاقات العامة يتيح لي العمل في اي مكان . اكملت اربع سنوات وانا اعمل مدرسة في معاهد الكمبيوتر بجانب دراستي لاتحمل مسؤوليتي واخفف عن ابي المسؤولية ، وعملت سنة كاملة في المنطقة الحرة عدن في ادارتي العلاقات العامة والترجمة كمتدربة وكنا نتقاضى راتب رمزي ، بعد ان اكملت دراستي ، كان يقول لي ابي تعالي معي للتغطيات الصحفية وفعلا كنت اخرج معه وفي يوم خرجنا إلى المكتبة الوطنية بكريتر لتغطية صحفية وكان الاستاذ يسلم مطر حينها مدير تلفزيون عدن فساله ابي هل توجد وظيفة لابنتي في التلفزيون ؟ فهي تخرجت من الاعلام فرد عليه خليها تجي تعمل اختبار اذا تريد مذيعة تلفزيونية ، وطبعا عمري مافكرت إني اكون مذيعة ابدا حتى وانا ادرس الإعلام اربع سنوات مافكرت فيها ، وسألني ابي تريدي تكوني مذيعة قلت له وانت ايش رايك شجعني ابي و سالت خطيبي وفعلا كمان وافق ، رحت اعمل اختبار ونجحت فيه ودخلت المجال الإعلامي التلفزيوني وحبيته جدا ، وكنت سعيده بهذا المجال وبكوني مذيعة وخاصة لما بدات اقدم برامج من اعدادي وخاصة البرامج الإنسانية وثم انتخبت رئيسة نقابة العمال في تلفزيون عدن وبعد اشهر تقدمت باستقالتي لاسباب حينها وبعدها تم تعييني مديرة إدارة العلاقات العامة بتلفزيون عدن ، وبعدها انشات مشروع تجاري صغير وهو مشتل لبيع النباتات الطبيعية ثم قادتني الصدفة إلى مجال ابداعي اخر وهو المجال الثقافي من خلال اختياري لاكون مدير عام مكتب الثقافة رغم تهربي من المنصب في البداية لكني حبيته جدا جدا لدرجة بعد خروجي من هذا المنصب اخترت ان اكمل مابدأته في المجال الثقافي من خلال مؤسستي لغد اجمل .

الصدفة كانت ولازالت تلعب دور جميل جدا في حياتي ، لم افكر ولم اخطط لمستقبلي العملي ولكن تدبير الله لي كان احسن بكثير كان كرمه كبير علي ، العمل الإبداعي عمل متعب وشاق ومرهق وخاصة في المراحل الصعبة جدا التي تمر فيها البلاد وكل مرحلة اسوء من غيرها و يجد فيها المبدع او الشخص الذي يريد ان يعمل ويغير ويثبت نفسه ، العراقيل والدسائس والمؤامرات ولكن طعم النجاح ينسيك كل تعب يجعلك تكون اكثر إصرار وتحدي . 

تدبير الله ياتي لي بكل شيئ جميل إلى اليوم والحمدلله وجدت العمل الجميل الذي عمري مافكرت فيه لكن حبيته جدا تدبير الله جعلني التقي بالناس الطيبة والراقية والمحترمة والتي تترك اثر طيب في نفسي إلى اليوم وانا اصادف الطيبين والذين يتركون الاثر الجميل في حياتي .