لماذا فتية عدن مهمشين ولو بـ لفتة إنسانية!!
أقيمت يوم الجمعة الثالث من مايو الفائت من هذا العام ٢٠٢٤م ، مباراة حماسية بين قطبي الكرة الجنوبية التلال و الوحدة على كأس الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو ٢٠١٧م إنتهت لصالح التلال بهدف دون رد ، وحضر التتويج مسئولين و سياسيين و شخصيات و وجهاء و غيرهم .
لكن هل تلك البطولة و هذا التتويج بكأس عدن التاريخي كان رياضياً حقاً أم سياسياً بحتاً ؛ ومالجديد الذي تم إنجازه سياسياً لنحتفل ،
أم هو تذكير بالأمل و تجديد للألم ؟
فكما ترون في الصورتين لشاب من أبناء عدن يلقب بـ ( العانه ) وهو لاعب موهوب ضمن صفوف نادي التلال ..
ففي الصورة الأولى التي التقطت له يوم الجمعة الفائت كانت له وهو يحمل كأس البطولة التي توج بها فريقه نادي التلال .
وفي الصورة الثانية لنفس اللاعب و الشاب العدني الموهوب في هذا اليوم الأحد ، لكنه لا يحمل فيها كأس اي بطولة ، بل يحمل في يده عزته و شرفه و كرامته .
حقيقة تألمت كما تعجبت مما شاهدته ،
فتقربت منه وقلت له أليس أنت اللاعب الملقب بالعانه و بالأمس رفعت كأس عدن التاريخي ، في مباراة جمعت فريقك نادي التلال مع نادي الوحدة وانتهت بفوزكم هدف دون رد ؟
فقال نعم .
قلت فكيف اليوم ترفع حزمة القات لتبيعها !!
فقال لي بحرقة و ألم :
يا أخي الحمد لله على كل حال أنا لم أسرق وليست تلك عادتنا نحن أبناء عدن ، ولم أقم بعمل يخل بشرفي و أخلاقي ، لكنني للأسف اضطررت إلى أن أعمل مع صاحب القات ، إذ لم اجد فرصة عمل ولا أي دخل يمكنني من خلاله أن أصرف على أسرتي و أهتم بتلبية احتياجات أهلي و احتياجاتي الخاصة ، وعملي هذا لا يكفي شيئ أبداً في ظل ما أعانيه ويعانيه كل أبناء عدن من ضيق في المعيشة و الغلاء الفاحش الذي أنهك الشعب ، لكن من سيرحمك ويعطيك ثمن قوتك ، أم تريد مني أن أمد يدي لسؤال الناس !!
فقاطعته بالقول : حاشاك أخي الكريم الشهم
وأكمل قائلاً : وحتى الناس اليوم حالها يرثى له و بالكاد كل واحد يهتم بنفسه وأهل بيته ، وحرب الخدمات لوحدها تكفي لإنهاء كل جميل ، فقد أتعبت المواطن السليم ودمرت الحياة المدنية برمتها ، فكيف بالمريض وكبير السن !!
فخنقتي العبرة ولم استطع الكلام والرد عليه بعد كل ما قاله مما جعلني أبتسم في وجهه و أودعه بإشارة يدي و انصرفت .
ولكن لم ينصرف عن ذهني جوابه الذي نزل علي كالصاعقة والذي والله لم أكن أتوقعه .
فقد ظننت أنه محاط بالاهتمام و الرعاية من قبل وزارة الشباب والرياضة و مكتب عدن و المحافظة ، وان التجار الخيرين لا يقصرون معهم من باب التحفيز و التشجيع ، وان الأندية التي ينتمون لها يهتمون لأمرهم وأن الأمور طيبة !!
بالله عليكم أهذا حال شبابنا ومبدعينا أيها المسئولين ؛؛ أهكذا تفعلون بشبابنا و مبدعينا و الناشئة الذين ينبغي أن يتلقون الرعاية والعناية
وكل هذا لأنهم أبناء وشباب عدن الطيبين !!
وهذا الشاب ليس حالة فردية بل هو مثال لحالات كثيرة جدا لشباب مبدعين في كافة المجالات لم يجدوا لمسة عطف و لا أدنى اهتمام .
إتقوا الله يا من وليتم علينا دون رضانا ولا قبول منا ، اتقوا الله فينا ، فقد حلمنا بعودة وطننا والعيش فيه حياة كريمة ، لا أن تستعيدوا لنا حياة الذل والاضطهاد والتهميش بأبشع مما كنا عليه ، فما ذنب الشعب كي يتحمل نزاعاتكم و خصوماتكم و فشلكم في السياسة .
المشتكى إلى الله .