سعيد المعمري :أربعون عاما من الصحافة وعشر سنوات من مصادرة راتبه
مثله مثل غيره أعتقد أن اليمن ستبدأ مرحلة جديدة وأن الوضع الذي كان يعاني منه في صحيفة الجمهورية قد ولى دون رجعة، لكنه أفاق على طرده من بيته مرة من قبل الحوثيين وأخرى من قبل الشرعية ليجد نفسه وأسرته في الشارع وبدون مرتب وعرضة للقتل في أي لحظة .
أعتقد أن المرحلة الجديدة في ظل عاصفة الحزم ومن بعدها الأمل أن الشرعية ستضع حدا لآفة الفساد الذي عانى منه وزملاؤه، فانطلق إلى عدن بوصفها العاصمة المؤقتة ومقرا للحكومة، لكنه لم يجد أحدا هناك فالحكومة كلها في الرياض، ولأنه لا يستطيع الذهاب إلى الرياض، قرر أن يذهب إلى القاهرة لعله يحضى بلقاء وزير الإعلام هناك، كي يوجه بصرف راتبه، لكنه وجد أن الوصول إلى الوزير أصعب من الحج إلى بيت الله الحرام .
حاول التواصل بكل من يعرفهم من الاعلاميين وأعضاء مجلس النواب للتوسط له بالحصول على راتبه، لكنه في الأخير كان يصطدم بآذان صم، ولا أحد يتشجع للتوسط له، لأنه ليس من أرباب الفساد ولا من أولئك الذين يقدمون خدمات الترفيه المتعارف عليها لدى المنحطين الذين وظفوا أنفسهم لمثل هذه الخدمات .
كانت قد رسّخت لديه ولدى الكثيرين صورة الشرعية على انها أمل الفقراء لحياة أفضل، وارتبطت صورة الشرعية في حينها كصورة طالب الحرية والساعي الى توحيد المجتمع على أسس حقوق الانسان وتقبّل الآخر .
سعيد المعمري واحد من ضحايا فساد وزير الإعلام الذي يمارس وجوها عديدة للفساد، لن نعددها في هذا السياق، فكيف سنبني وطنا منتجا وفاعلا في ظل وجود وزير كهذا يعبث بالإعلام والإعلاميين .
ختاماً، أتوجه الى أي واحد من الثمانية الأعضاء في مجلس القيادة الرئاسي ومن يجد في نفسه المقدرة على حل مشكلة المعمري الذي قضى جل عمره في صحيفة الجمهورية إذا كنتم حريصون على مستقبل اليمن، وتذكروا انّ تخليص المجتمع اليمني من العاهات المستديمة في وزارة الإعلام يقع في مصلحة الجميع والأهم في مصلحتكم أنتم على الأقل يعيدون الإعلام هيبته وللثقافة رونقها، إن مساندتكم للشرفاء سيسهّل جداً تقديم رسالة ثقافية وإعلامية ترقى إلى مستوى الحدث .