الآن حصحص الحق..


كل الشكر والتقدير لمكتب الثقافة بالعاصمة عدن على موقفه الشجاع وإقراره بالخطأ "غير المقصود" واعتذاره لفناني وشعراء الأغاني التي ورد فيها الخطأ في مهرجان "ليالي عدن الثاني" الذي شهدته عدن خلال ليالي عيد الفطر المبارك، وكذا اعتذاره للوسط الثقافي والفني.

فإننا إذا أعدنا النظر في ماهية الموضوع واحتمالية ورود الخطأ، سنجد ذلك ممكناً، وجل من لا يخطئ، لا سيما إذا كانت هناك أسباب ودوافع تؤدي إلى ذلك؛ من ضيق الوقت، وقلة الكادر، ورغبة الفنانين في تغيير أكثر من أغنية خلال البروفات وتسليم محتوى فقرات المهرجان لـ "قناة عدن المستقلة" قبيل المهرجان بدقائق معدودة بحيث لم يتسنَ مراجعة الخطأ والتدقيق في المعلومات، بالإضافة إلى أن بعض الأغاني التي ورد فيها الخطأ معروفة ومثل "النار على علم" في الشهرة والانتشار على المستوى المحلي، لا سيما أغنية "كلمة ولو جبر خاطر" للفنان الكبير الراحل محمد سعد عبدالله رحمة الله عليه.

تابعنا وتابع الجميع ردود الأفعال الناجمة عن الخطأ الوارد والسابق، والتي وصلت إلى عشرات المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن وللأسف الشديد كانت غالبيتها شخصية وتفتقر للموضوعية، حيث كانت بعض الردود تهاجم شخص أو جهة معينة، وأخرى بغرض تصفية حسابات سابقة مع أشخاص معينين، وبعضها مسكت الذيل ونست أو تناست الرأس في الموضوع، وبعضها الأخير كغثاء السيل مع الترند والتفاعل والإعجابات والنسخ واللصق.

جميل جداً أن نرى تلك الحميّة الشعبية والغيرة الثقافية والنقد البناء والموضوعي لكل ما يخص ثقافتنا وهويتنا الجنوبية والعربية بشكل عام، ولكن استغرب من بعص الزملاء الذين يلجؤون إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم اللايكات والإعجابات والتفاعل والترند بالرغم من هاتفه يحتوي على كافة أرقام إدارة مكتب الثقافة ورئاسة ومنتسبي قطاع الإذاعة والتلفزيون، والجميع متفاعل ومتجاوب معه من أول موظف إلى آخر موظف، فيا ترى ما هي الحكمة وراء هذا السلوك والإجراء؟!

للأسف الشديد كم هي الأشياء التي سُلبت من شعب الجنوب "فكر وثقافة وحضارة وتاريخ ومؤسسات وأرض وحقوق" وبعض الأشخاص لم أجده كتب كلمة واحدة أو منشوراً أو مقالاً للمطالبة باستعادة تلك الحقوق المسلوبة ظلماً وعدواناً، ولكنه إذا قُرِعتْ طبول الشقاق والنفاق وحملات التشويه والتحريض تجده أول الراقصين.

وبرغم توضيح مكتب الثقافة بالعاصمة عدن حول الحادثة والموضوع واعتذاره، إلا أننا متأكد والبعض يعلم كذلك، أن البعض سيستمر في انتقاداته الشخصية والشخصنة وجلد الذات، حتى يشفي غليله لكذا شهر، حتى تعود حملة أخرى على القطاع أو الشخص الفلاني فيشفي غليله مرة، وأعانه الله على هذا المرض.

وختاماً.. كلنا ثقة في مكتب الثقافة بالعاصمة عدن ورئاسة قطاع الإذاعة والتلفزيون الجنوبي في تصحيح الخطأ، ومحاسبة المقصر – إن وجد – واتخاذ آلية عمل لمنع تكراره مستقبلاً، كما نرجو أن تستمر تلك الغيرة والحملة الشعبية لاستعادة كل ما يخص الجنوب من فكر وهوية وأرض وحقوق، لا أن تكون تلك الحملات مسياسية وموجهة ومدفوعة لأغراض معينة فقط.
#حسين_المحرّمي