صانعي أول ثورة الجياع: أبناء باكازم

صانعي أول ثورة الجياع: أبناء باكازم

منبر الأخبار:خاص

بقلم: الإعلامي بدر عشيش الكازمي – 6 أغسطس 2025م*

لقد سمع الجميع عن _ثورة الجياع_ التي اجتاحت محافظات الوطن، حيث خرجت الشعوب تنادي بالإصلاح المعيشي والاقتصادي، معلنةً رفضها للواقع المتردي الذي يثقل كاهل المواطن. ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن شرارة هذه الثورة انطلقت أولاً من أرض _باكازم_ ، وتحديداً من *مديرية المحفد بمحافظة أبين*.

كانت بدايتها بسيطة لكنها قوية، حيث خرج أبناء باكازم كل يوم سبت في احتجاجات أسبوعية، يرفعون فيها أصواتهم وهم يعيشون ظروفاً معيشية قاسية، دون دعم يُذكر، وبيوتهم تكاد تخلو من أبسط متطلبات الحياة. وجوههم المرهقة كانت تنطق بالجوع، لكن عزيمتهم كانت أقوى من المعاناة.

 بدأت هذه الاحتجاجات تحظى بتغطية إعلامية واسعة، فانتقلت عبر المواقع الإخبارية، القنوات التلفزيونية، ومجموعات الفيس ومنصات التواصل الاجتماعي، لتصل رسالتهم إلى كل بيت. ولم تكن هذه المظاهرات لحظية أو موسمية، بل استمرت لشهور طويلة دون انقطاع.

 توسّعت رقعة الثورة من المحفد إلى مديرية أحور – وهي أيضاً منطقة كازمية – ومن ثم إلى عدن، الضالع، حضرموت، وحتى بعض مديريات محافظة أبين. وهكذا، أصبح أبناء باكازم صوتاً لكل الجياع في الوطن.

 التاريخ لن ينسى وجوه النضال التي حملت هذا اللواء، ومنهم:

- *الشيخ محمد مهدي عشيش الكازمي* ، نجل الشهيد *مهدي يسلم عشيش* ، رئيس هيئة الأركان العامة في دولة الجنوب سابقاً.

- *ناصر حسن جرفوش الكازمي* ( _البدر جرفوش_)، من أسرة مناضلة لها تاريخ طويل.

- *علي عبدالله لحنف الكازمي* ، وهويعتبر من أسره نضاليه أخوه المناضل الشهيد ناصر عبدالله لحنف الكازمي قائد سلاح الاشاره في دوله الجنوب. 

هؤلاء حملوا الفتات واللافتات، وصرخوا في سوق المحفد، ورغم الصعوبات، أوصلوا صوتهم إلى العالم والحكومة. واليوم، نرى *ثمار الثورة* تتجسد في مطالب بدأت تجد طريقها إلى التنفيذ.

 كل فخر واعتزاز بهؤلاء المناضلين الذين وقفوا مع الشعب ورفضوا الصمت. وإننا باسم الشعب، نشكرهم على تضحياتهم. فالتاريخ لن ينساهم، وسيبقى نضالهم محفوراً في ذاكرة الوطن.

الاعلامي بدر عشيش الكازمي.