ردٌّ على حميد الأحمر: من انقلب على الدوله وفتح أبواب صعدة وصنعاء بتحالفه مع الحوثي … لا يحق له أن يعظ الجنوب الذي ضحى بالآلاف الشهداء وأصبح اليوم دولة
حميد الأحمر خرج اليوم يتحدث عن “الدولة” و“الوحدة” و“مسؤولية التحالف” و"انهاء الانقلاب"، وكأنه ليس أحد أبرز من شاركوا في انهيار الدولة أصلاً وفي الانقلاب على الدوله. كلامه محاولة يائسة لإحياء خطاب الوحدة الذي مات يوم فتحت صعدة وعمران وصنعاء أبوابها واحدة تلو الأخرى للحوثي دون قتال. لذلك لا بد من كشف الحقائق كما هي.
فتصريحاته عن تقويض الدولة لا معنى لها، لأن الدولة قُوِّضت يوم سقطت صعدة وعمران دون أن تُطلق قيادات معسكرات حزب الإصلاح رصاصة واحدة دفاعاً عنها، باستثناء الشهيد القشيبي الذي تركوه وحيداً يلاقي مصيره. ثم اقتحم الحوثي صنعاء ومقر الفرقة الأولى مدرع التي كنتم تسيطرون عليها وتنقلبون بها آنذاك على الدوله، واحتل جامعة الإيمان التي كان يديرها الزنداني، وسيطر على مؤسسات أمنية ومعسكرات ووزارات ومنشآت حيوية بلا أي مقاومة من الجيش والأمن تحت شعار “سلّم واستلم”، ثم ذهبتم بعدها لتوقيع “اتفاق السلم والشراكة” الذي شرعن وجود الحوثي داخل الدولة.
فالجنوب لم يهدم الدولة، بل كان ضحية لمؤامراتكم. واجتاح الحوثي الجنوب بسبب تخاذل حزب الإصلاح المتعمد في الشمال عن مواجهة الحوثيين، وبسبب انشغالكم الدائم بمهاجمة الجنوب. وفي حرب 2015 شاهد العالم كيف تقدّم الحوثيون مئات الكيلومترات دون أن يعترضهم جندي واحد. لم يعمل الإصلاح “حتى مطب” واحد يؤخر وصولهم نحو عدن. بل استسلمتم استسلام المتخاذل الخائن المهزوم، وفتح الطريق لهم نحو الجنوب بينما جيوشه كانت ترفع الرايات البيضاء.
أما محاولة تحميل التحالف مسؤولية ما جرى فهي هروب جبان من الحقيقة. التحالف لم يسقط نهم ولا الجوف ولا صعدة. الذي أسقطها هو الجيش الذي كان ولاؤه لحزب الإصلاح لا للوطن. جيوشكم كانت تتحرك فقط عندما يكون الخصم جنوبياً، أما الحوثي فقد عاملتموه كـ“أخ وصديق” في لحظات الحسم. والآن تتجرأ لتساوي بين من سلّم الشمال للحوثي وبين من يدافع عن الجنوب بسلاحه ودمه؟ هذا هو قمة التلون السياسي والفشل الذريع.
تتحدث اليوم عن “الوحدة وسلامة الأراضي”، بينما لم نسمع لك صوتاً عندما كانت صعدة وعمران وصنعاء تُسلّم للحوثي كما تُسلّم شركة لمستثمر جديد. فلتعلم، أيها الملياردير الذي يعيش في الخارج، أن الوحدة التي تتغنى بها ليست سوى شعار تستخدمونه فقط عندما يرى الجنوب فرصة لبناء مؤسساته وحماية أرضه. ولتعلم أن الوحدة التي لم تدافع عنها ساعة واحدة في الشمال لم تعد وحدة حقيقيه بل سراب، وحدة خيالية خالية المضامين، مليئة بالطمع والجشع والدم والفساد والخيانة ويرفضها كل الجنوبيين.
ونعلم جميعاً أن هذه “الوحدة” لا تهمك بقدر ما يهمك ارتفاع أسهم شركاتك تحت لافتة “الحفاظ على الوحدة”. لكن مثل هذه الوحدة سيدوسها الجنوبيون رغم جراحهم، ولن يسمحوا لوحدة الارتزاق والخيانة والفساد والعنصرية أن تبتزهم مجدداً أو تتحكم بمصيرهم.
أما مهاجمتك للمجلس الانتقالي فهي دليل إفلاس لا أكثر. نعم، لدينا خلافات جنوبية–جنوبية، ولكنها كلها تهدف لتصحيح ما دمرتموه خلال ثلاثين عاماً من وجودكم في الجنوب. وهذا طبيعي بين أبناء البيت الواحد، وقد نختلف مع الانتقالي في التفاصيل، لكن خلاف الجنوبي مع الجنوبي لا يرقى أبداً إلى مستوى خيانة حزب الإصلاح الذي تحالف وتفاهم مع الحوثي في أشد لحظات الحرب، كنتم أنتم تستسلمون وتوقعون اتفاقات “سلام” و“مؤاخاة” مع الحوثي بينما كان الجنوب يقاتل ويحمي ارضه بدم شعبه وشهداءه. .هذا هو الفارق بين رجال الجنوب وبين الهوامير المتخاذلين الإصلاحيين.
أما حديثك عن أن الانتقالي “يبسط نفوذه”، فهو ادعاء باطل. فالقوات الجنوبية الشعبية—الشعب الجنوبي نفسه—هي التي واجهت الحوثي في عدن والضالع ولحج وأبين، وقدمت آلاف الشهداء قبل ظهور الانتقالي اصلا. ومن ثم منها خرج الانتقالي لاحقاً، بينما جيوشكم انسحبت من نهم والجوف ومأرب دون طلقة واحدة. فلذلك هو أنتم من تركتم الشمال وأنتم من فتح الطريق للحوثي وأنتم من يتحالف معه حاليا بخطابكم واعلامكم بعد ان فقدتم مواقعكم وأنتم من دفعتم شعب الجنوب ليقاتل وحده كفنه على كتفه وسلاحه بيده.
وتأتي بعد كل هذا لتتحدث عن “إنهاء الانقلاب”! أنت آخر من يحق له الحديث عن ذلك. فمن الذي ترك صنعاء؟ ومن الذي تجنب مواجهة الحوثي؟ ومن الذي شارك في الانقلاب بصمته وتنسيقه وتحالفه غير المعلن؟ الجنوب لم يهرب من جبهة واحدة، بينما حزب الإصلاح ترك المدن تتساقط كالهدايا المجانية بين يدي الحوثي.
وتقول إن اليمنيين غير معنيين بصراعات النفوذ… لكن اليمنيين أيضاً غير معنيين بخطابكم الميت، ولا بحزب يحرض اليمنيين لمهاجمة الجنوب بشكل ظاهر وخفي .بينما يعيش هو على الدعم والشعارات ويفشل في كل اختبار واقعي.ان الناس يريدون دولة وأمناً، وانتم لم تقدموا شيئا غير ارتفاع ارقام رصيدكم البنكي . ان الجنوب هو وحده من بدأ يبني أمنه ومؤسساته رغم الخيانات التي تلقاها منكم ولا يحق لك ان تسمي سيطرته على ارضه انه تقاسم نفوذ او سيطره فهذه ارضنا ولن نتخلى عنها مهما كا، وحديثك هذا ان دل على شيئ انما يدل على دعمك لمن يريد تفتيت حضرموت والمهره وقد افشله الجنوبيون ايضا بتوحدهم من المهره الى باب المندب .
وتتفاخر بحديث “ثقة اليمنيين بالتحالف”، نعم، اليمنيون يثقون بالتحالف، لكنهم لا يثقون بمن خذل الجبهات وخذل الوطن وخذل الشمال كله. فالثقة تُبنى بالقتال والمواجهة لا بالهروب، بالإنجاز لا بالبيانات، بالإيمان بالله والوطن لا بالثراء من النفط والشركات على حساب الفقراء والجوعى. وتعلم ان التحالف تعرض لصواريخ الحوثي ويتعرض لتهديداته، ومع ذلك لم نسمع لك تصريحاً واحداً بوجه الحوثي. لأنكم تعيشون تحت مبدئ “عدو عدوي صديقي” في عهر سياسي مكشوف، حتى أصبحتم مرفوضين إقليمياً ودوليل قبل أن تُرفضوا شعبياً.
وقبل الختام… اعلم جيداً أن الجنوب ليس مشكلتكم الحقيقية، بل هو العقدة التي لم تستطيعوا كسرها رغم محاولاتكم. الجنوب كان وما زال الشيء الوحيد الذي لم يسقط بإذن الله. أما الذي سقط فهو مشروع حزب الإصلاح المتهالك، الذي يحاول الاختباء خلف شعار الوحدة الميتة. الإصلاح سقطت جبهاته وقياداته وإعلامه أمام أول اختبار. أما نحن في الجنوب فقد نختلف فيما بيننا، نعم، لكن خلافنا خلاف بيت واحد. وأنتم خلافكم مع الوطن كله من أصغر قرية إلى أكبر مدينة.
ختاماً… الجنوب العربي سيقرر مستقبله بيده، ولن يسمح لمن سلّم الشمال للحوثي أن يتحدث باسمه أو يدّعي الوصاية عليه أو يتدثر حوله برداء “الوحدة” المنتهية الصلاحية لخدمة مصالحه الفاشلة.



