المشاعر... لا المشاعل...


بروفيسور / قاسم المحبشي..

نادرا ما فهمتوني ونادرا ما فهمتكم، أما حينما نسقط كلنا في الوحل؛ حيئنذ فقط يمكن أن نتفاهم. وهل هناك وحل أوحل مما نحن فيه الآن ؟! ..

إن أردت تتأكد من وحدة النسيج الاجتماعي السياسي الثقافي لمجتمع ما فعليك النظر الى طبيعة مشاعر أفراده وعواطفهم ؛ بماذا يشعرون؟ وكيف يعبرون عن مشاعرهم وانفعالاتهم ؟ فان وجدت قواسم مشتركة في مشاعرهم ودوافعها وأنماط التعبير عنها فاعلم أن ثمة وحدة من نوع ما تسري في نسيجهم الاجتماعي الثقافي المشترك سريان الروح بالجسد وهذا هو ما يسمى (الاندماج الاجتماعي )..

 أما اذا وجدت مشاعرهم وعواطفهم  مشتته وأن لا احد منهم يشعر شعور الأخر ولا احد يحس بما يحس به جاره  من عواطف ومشاعر الحزن والفرح والتعاطف والشفقة والحب والكره وأن كل في فلكه يسبحون فاعلم أن البون شاسعا  بينهم والوحدة والتوحد والاندماج دونها خلط القتاد...

 وهكذا كما أن ما يربط أفراد الأسرة والعشيرة والطائفة والمذهب والمجتمع المندمج هي مجموعة من المشاعر المشتركة النابعة من المصالح والروابط المشتركة في الواقع فكذلك يفترض أن يتأسس المجتمع تخيليا، عن طريق الوعي الانعكاسي حينما تكون الذات عينها كآخر ! بمعنى قدرة كل فرد من أفراد المجتمع المتعين على استبطان الآخرين الذين لايعرفهم معرفة شخصية في وعيه والتعاطف معهم والشعور بمشاعرهم، وهذه هو ما يفسر الشعور القومي أو الوطني أو المدني التضامني في المجتمعات التي تحكمها دولة ديمقراطية حديثة..!

 فكيف هي مشاعر وعواطف الناس في مجتمعاتنا العربية الراهنة عامة والمجتمع اليمني السعيد بجهله  وظلامه! ولماذا صارت شذرا مذرا ؟ هذا هو ما يستدعي التساؤل وقد بات الجميع ضحايا الخراب السياسي ...