ضرورة المعركة .. النخبة الحضرمية وحلف قبائل حضرموت من ينتصر ؟!
ما بعد المقال التحليل لوزير الخارجية اليمني السابق خالد اليماني الموسوم عنوانه ( منظور خاص : استقلال جنوب اليمن ) ، والذي أكد فيه الوزير السابق للخارجية في الشرعية اليمنية ، بضرورة الإلتفاف حول المجلس الإنتقالي ، من أجل إستعادة دولة الجنوب ، وحظي مقاله التحليلي هذا بتناول واسع ، وحل مثل عاصفة رعدية قوية برياح تعصف بقوى اليمن شمالا ، فالرجل عمل سابقا مندوب لليمن في الأمم المتحدة ، مما أحدث جلبة في دهاليزها ، والذي أعطى انطباعا انه فعلا قد يحاك هذا الامرفي غرف دولية مغلقة .
الحكم الذاتي الذي ينادي به ما يسمى حلف قبائل حضرموت ، في الأصل يعد إستمرار لبقاء حضرموت في قبضة القوى اليمنية المتنفذة منذ عام ٩٤م على حضرموت والجنوب ، وهذا يتعارض مع نضالات الجنوبيين ، ومع مشروعهم السياسي الناجز على كامل التراب الجنوبي ، ويسقط بذلك المشروع السياسي للإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية الذي نادى بها المجلس الانتقالي الجنوبي في ادبياته السياسية حال استعادة دولة الجنوب .
تناغم خطاب المهرة وحلف قبائل حضرموت ، يعكس أن هناك تخادم واضح بين حلف قبائل حضرموت الذي يرأسه بن حبريش ولجنة الاعتصام السلمي في المهرة الذي يرأسها الشيخ علي سالم الحريزي ، المهرة تعتبر مرتع خصب للحوثيين ، وامتد أثرهم إلى حضرموت عبر جسر إخوان اليمن ، هذا التعقيد في حضرموت والممتد حتى المهرة في المشهد القبلي المسلح ، له نفوذ إقليمي يتقاطع مع دعم إيران للحوثيين .
سلطنة عمان ليست بعيدة عن هذا الزخم الرافض لسيطرة القوات الجنوبية على حضرموت بساحلها وواديها والصحراء ، وحتما ستصل هذه القوات إلى المهرة وهذا ما تخشاه ، المهرة تشترك مع سلطة عمان بسلسلة حدود طويلة ، وتعتبر عمق استراتيجي وخط دفاع اول للسلطنة ، وفي هذه اللحظة سارعت عمان نحو السعودية وكذا نحو إيران لحلحة الوضع المتأزم بعيدا عن قبضة الجنوبيين للمشهد .
بن حبريش اعطى الحق لقوات النخبة الحضرمية والدعم الأمني بالتدخل العسكري ، اذ لم يعد ممكن البقاء الصامت أمام الضخ العسكري والعتاد لقوات القبائل في الهضبة ، التي تناصب العداء صراحة لقوات النخبة الحضرمية ، وتعد طريق آمن لدخول المخدرات إلى حضرموت ، وقطع الوقود والطرقات، مهما كانت المبررات الذي أطلقها ابو علي الحضرمي لضرب قوات بن حبريش لكن الأهم هو سيطرة قوات الإنتقالي الجنوبية على حضرموت عبر القوات الحضرمية النظامية حتى يتحقق واقعا المشروع الجنوبي العربي على كامل التراب .
مابين الدعم لعسكري القادم اليوم نحو الهضبة ، وتحالفات المنطقة العسكرية الاولى معها ، ودخول المهرة في المواجهة ترتسم معالم جديدة لصراع في طور التمكين أو اللاتمكين للقوات الجنوبية خصوصا أن هناك مزيج لقوات متحدة تناصب النخبة الحضرمية عداء وجودي بما في ذلك قوات درع الوطن في الوادي التي تأتمر مباشرة من قبل رشاد العليمي .
سيظل المشهد في الجنوب ومناطقه المحررة في توتر قوي ، ويعنكس بظلاله على الإصلاحات الاقتصادية وترتيب أحوال الناس ، وستتوالى الأزمات والنكبات بسبب التداخلات الإقليمية على أراضينا وصراعها على النفوذ والمصالح ، صراع الجنوبيين اليوم متعدد مع قوى عميقة تجذرت في الأرض ، ومع قوى أقليمية تتقاطع مصالحها مع قوى عسكرية نافذة ضد الجنوب واستحقاقات شعبه ، معركة حضرموت اليوم هي معركة حاسمة لقوات النخبة الحضرمية والدعم الأمني بين التوقف الخطر والتقدم غير محرز النصر .



