الكاتب الدكتور محمد السمان: اللهجة التهامية هويةٌ عريقة تستحق الفخر..

الكاتب الدكتور  محمد السمان: اللهجة التهامية هويةٌ عريقة تستحق الفخر..

منبر الاخبار / خاص

أكد الكاتب والناشط التهامي الدكتور محمد السمان أن لكل منطقةٍ الحق في الاعتزاز بخصوصيتها وموروثها المحلي، سواء كان ثقافياً أو اجتماعياً أو لغوياً، معتبرًا أن اللهجة التهامية جزءٌ أصيلٌ من الهوية اليمنية ومن الموروث العربي الحميري العريق.

وأوضح السمان أن اللهجة التهامية لهجةٌ عربيةٌ حميريةٌ ضاربةٌ في القدم، عُرفت في مناطق التهائم، وتُعد من أقدم اللهجات اليمنية وأجملها نغمًا وأعذبها وقعًا، مشددًا على أن من حقّ كل تهاميٍّ أن يعتزّ بلهجته ومنطقته التي تعاقبت عليها الحضارات، وكانت مركزًا ثقافيًا وفكريًا نابضًا بالحياة.

وأشار إلى أن تهامة أرضٌ عَكِّيّةٌ أزديّةٌ قحطانية، تنسب إلى الأزد بن الغوث بن زيد بن كهلان بن سبأ، أحد ملوك سبأ العظام، ومن أبنائها عدد من الصحابة والأعلام، منهم مهجع بن صالح العكي أول شهيدٍ في معركة بدر، وعمرو بن معدي كرب الزبيدي، وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهم.

وبيّن السمان أن بعض مناطق اليمن والجزيرة العربية تشترك مع تهامة في نطق عددٍ من المفردات، مما يمنحها مزيدًا من الأصالة والتداخل اللغوي، مشيرًا إلى أن الاسم "علي" يُنطق في بعض مناطق تهامة "ألي"، كما ورد في النقوش اليمنية القديمة: «سمه علي وسمه ألي». كما تُضاف واو التنكير في نهاية الاسم للدلالة على التنكير، كأن يُقال: "جبلُو"، وفقًا للباحث علي مغربي.

واستشهد السمان بما ورد في الحديث الشريف: «ليس من امبر امصيام في امسفر»، موضحًا أن هذه اللغة الحميرية القديمة لا تزال تُحافظ على حضورها في لهجات اليمنيين حتى اليوم. ونقل عن الحافظ ابن حجر العسقلاني قوله في التلخيص الحبير:

«وَهَذِهِ لُغَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِ الْيَمَنِ، يَجْعَلُونَ لَامَ التَّعْرِيفِ مِيمًا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ ﷺ خَاطَبَ بِهَا الْأَشْعَرِيَّ لِأَنَّهَا لُغَتُهُ».

وأكد السمان أن هذا يُعد إقرارًا واعتزازًا بلغةٍ يمنيةٍ أصيلة، حافظت على وجودها رغم تقلبات الزمن. ودعا إلى الاعتزاز بالهوية التهامية والدفاع عنها في وجه من يحاول تنميط الشخصية التهامية أو الانتقاص من لهجتها الجميلة، لاسيما أن تهامة – كما قال – "أرض الذهب الأخضر والأزرق، تُطعم الوطن وهي جائعة، وتشكل بوابة البحر الأحمر وخط الملاحة الدولية".

وفي سياق حديثه عن تقليد الفنان خالد الجبري للهجة التهامية، قال السمان إن له ثلاث وقفات؛ أولها إحسان الظن بالفنان ودافعه المحبة والود لأهل تهامة، وثانيها أن تقليد اللهجة التهامية من غير أهلها قد لا يعكس جوهرها الحقيقي، إذ تخلو من الغنج أو التمطيط في النطق، وهو ما أثار استياء بعض أبناء تهامة.

أما ثالث الوقفات، فهي دعوته للفنان الجبري إلى توضيح أن هدفه لم يكن الانتقاص من اللهجة التهامية، احترامًا لجمهوره التهامي الواسع الذي يُتابعه ويُقدّر فنه.

وختم السمان حديثه بالتأكيد على أن "اللهجة التهامية ليست مجرد طريقة نطق، بل هويةٌ وتاريخٌ ومجدٌ تتوارثه الأجيال، وتستحق أن نفاخر بها أمام الجميع"...