إبادة وخروق وتوسع
ها هي الأوضاع تتضح أكثر ، وبشكل جلي على مستوى المنطقة العربية ، وذلك مما يجري حالياً وبصورة لافتة للأنظار ، في غزة ، ولبنان ، وسوريا ، وغيرها .
بقدر ما تتجه الأمور نحو سيناريوهات أسوأ ، الهدف منها هو التصعيد والضم لأراضي عربية أخرى ، ومنها في مصر ، والأردن ، بهدف توسيع ذلك الإستيطان للكيان الصهيوني الغاصب ، في تلك المناطق إستناداً لمقولته المزعومة في التوراة اليهودية ، بالوقت الذي نرى أموراً كهذه هي اليوم تسير للتنفيذ ، وهذا حقاً ما يلحظ ويشاهد على الملاء ، من ما يحدث في الوقت الراهن ، من حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي ، في غزة والضفة ومناطقهما الأخرى .
وكذا ما يجري من إعتداءات متكررة ، وخروقات واضحة للأراضي اللبنانية ، رغم ذلك الإتفاق المبرم بين الحكومة اللبنانية ، والكيان الصهيوني المجرم ، وبرعاية أمريكية ، فرنسية ، ودول أخرى خلال الشهر الفائت نوفمبر ٢٠٢٤ م .
وكما هو الحال نفسه ، ما يجري ايضاً في سوريا ، سيما في هذه الأثناء ، من إعتداءات سافرة ، ووقحة ، من قبل العدو الإسرائيلي ، الذي تخطى كل القوانين والمواثيق الدولية ، وذلك لما قام ويقوم به ، حتى اللحظة من إستقطاع لأكثر من ٤٠٠ كيلو متر ، من الأراضي السورية ، وذلك مستغلاً تلك الظروف والأوضاع المضطربة ، التي تعيشها سوريا ، في هذه المرحلة ، نتيجة لسيطرة تلك المجاميع الداعشية ، والقاعدية المسلحة عليها مؤخراً ، ومنها جبهة النصرة وغيرها ، والمدعومة تركياً ، وأمريكياً ، وصهيونياً .
ناهيك عن حلفائهم بالمنطقة ، وهذا شيء لا يمكن السكوت عليه ، وبالذات من قبل تلك الانظمة التي تدعي نفسها بالعروبة والإسلام ، لإنها هي الآن تعتبر مشاركة فيما يحصل لشعوبها ، وأمتها من إنحسار وتراجع في مقاومتها ، لما يحاك ضدها من مؤامرات دنيئة وخبيثة ، من قبل دوائر الإستعمار الإمبريالي ، الصهيوني ، وأعوانهم الذين يساندونهم في مؤامرات كهذه .
والتي أضحت باينة للعيان ، فيما العالم يقف متفرجاً على ما يحصل بالمنطقة ، بقدر ما يتجاهل تلك الجرائم العدوانية الإسرائيلية ، والتي تشن ضد أبناء غزة ليل نهار ، ولا تتوقف أبداً ، وهذا أمر أصبح معتاداً من قبل تلك الآلة الهمجية الصهيونية ، والتي لم تتورع من القيام بعملية القتل المتعمد ، لأطفال ، ونساء ، ورجال ، وشيوخ فلسطين .
فضلاً عن التدمير الممنهج للبنية التحتية الفلسطينية ، في قطاع غزة ، وهذا ما يعطي دلالة واضحة ، على أن العدو الإسرائيلي ماضٍ في جرائمه الوحشية ، مادام وهناك الإدارة الأمريكية ، هي من تقوم بدعمه ومساندته على إرتكاب مثل هذه الأعمال الإجرامية اللاإنسانية ، في حق فلسطيني الأرض المحتلة ، والذين أضحوا اليوم يخوضون غمار حرب ضارية مع هذا العدو الغاشم ، وذلك دفاعاً عن أرضهم وكرامتهم المهدورة ، وبالقدر هذا ، أقول .. إنه بالرغم من كل تلك الأوضاع المأساوية ، التي يعاني منها أبناء فلسطين في مناطقه ومدنه ، ولأكثر من ٤٠٠ يوماً ، من الحرب الدائرة في قطاع غزة ، والضفة ، وصولاً إلى لبنان ، التي تعاني هي الأخرى ، من الخروقات اليومية المتكررة ، سيما .. في مناطقه الجنوبية ، وحتى سوريا التي تواجه في هذه الآونة الدقيقة والصعبة ، من أعتى هجمة عدوانية شرسة ، من قبل الكيان الصهيوني السافر .
والذي لم يحترم إية إتفاقيات ، أو مواثيق دولية ، تتضمن بعدم التدخل او التوغل في شؤون أراضي الأخرىن ، مهما كانت الأسباب أو المبررات لذلك ، ولكن هذا ما حدث فعلاً لسوريا ، حيث تم التدخل في شؤونها وقضم العديد من أراضيها ، بقدر لم يعد لها أية قوات على الأرض ، بحكم ما قام ويقوم به العدو الإسرائيلي ، من إستهداف ممنهج لضرب بنيتها العسكرية ، الميدانية في كل القطاعات ، لكي يسهل له من السيطرة على تلك المناطق والمواقع السورية الهامة .
فيما العرب والمسلمون يقفون عاجزين ، عن فعل أي شيء ، ناهيك عن المجتمع الدولي الذي هو الآخر لم يحرك ساكناً ، إزاء ما يحدث في سوريا ، لأن العم سام هناك ، أي الأمريكان حيث لهم في الأراضي السورية ، أكثر من عشر قواعد جوية ، وبرية ، وبحرية ، في حين هم يعتبرون اللاعبون الأساسيون ، فيما يحدث هناك ، خلافاً عن تركيا ، وكذا الكيان الصهيوني ، وغيرهم من حلفائهم بالمنطقة ، من منبطحين ، ومطبعين ، وساكتين ، عن ما يجري في غزة ، ولبنان ، سوريا ، وغيرها .
ولا نأمت أعين الجبناء ..