جريمة في حق إنسانية امرأة
لم يعد التصوير عند البعض مجرد توثيق للحظة عابرة، بل صار وسيلة للتشهير، أداة رخيصة لنشر الفوضى وزعزعة القيم، دون وازع من ضمير أو خشية من الله.
ما جرى في نقطة الحسيني بمحافظة لحج، من نشر لواقعة سوء فهم وتصرف أرعن، لم يكن مجرد "خطأ"، بل كان سقطة أخلاقية مدوية، لا يقبلها عقل ولا عاقل.
هل خطر ببال من التقط ذلك الفيديو، أن وراء المرأة التي فضح سترها أسرة وأهلا وقبيلة كاملة؟ هل فكر لحظة أن ما فعله جريمة مركبة فيها تشهير، تجريح، هتك ستر، وخيانة لقيم المجتمع التي تقوم على الستر وصون الأعراض؟
أليس من العار أن يُستهان بكرامة إنسانة بهذا الشكل المبتذل؟
إن الأذى النفسي الذي يلحق بامرأة وذويها جراء هذا العبث الرقمي، أكبر من أن يُقاس. ومتى كنا نحن أهل الجنوب نقبل أن تتحول أعراض النساء إلى مادة للتندر والتداول، وكأننا بلا دين ولا قيم ولا نخوة؟
الأدهى من ذلك أن بعض النفوس المريضة وجدت في المقطع فرصة للاستثمار السياسي، للطعن بأهل الأرض وأخلاقهم، قبل أن تطعن بمن نشر الفيديو. فيا للخيبة! أي فكر هذا الذي يزرع بذور الفتنة بين الناس على حساب كرامة امرأة؟
أيها المتسابقون في النشر، خافوا الله، لا تظنوا أن الأمر ينتهي عند كبسة زر، فأنتم تزرعون النار وتبذرون الفتنة، وستتحملون وزر كل كلمة قيلت بحق تلك المرأة، وكل نظرة شفقة أو ازدراء لحقت بها وبأهلها.
لقد نسيتم أن الله ستار، وأن ديننا يأمرنا بالستر، لا بالفضيحة. فإلى أين أنتم ذاهبون بهذه الأخلاق المتفسخة؟ وهل ترضون هذا المشهد على أمهاتكم أو أخواتكم أو بناتكم؟
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
والله المستعان على ما تصنعون.
علي سيقلي