اللواء عيدروس الزبيدي وقيادة المرحلة . استراتيجيات سياسية مشتركة بين الجنوب والشمال

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدروس الزبيدي، نعرفه دائماً بقدرته السياسية بطول نفس وفهمه العميق لتوازنات المشهد اليمني. فهو يدرك أن تعطيل التوافق السياسي والشراكة بين الجنوب والشرعية يمثل أحد أبرز تحديات المرحلة الحالية، وأن التصعيد الذي أعقب البيان الأخير لم يكن إلا انعكاساً لهذه الحقيقة.

وبالإشارة إلى البيان رالتعيينات الأخيرة التي صدرت تعد رسالة سياسية مهمة، يمكن لها أن تعيد اختبار جدية القوى المنضوية تحت الشرعية في مواجهة الحوثيين، وتكشف مدى التزامها بالمحافظة على وحدة الهدف السياسي المرحلي ، بعيدا عن الحسابات الضيقة.

ولو تابعنا ردود الأفعال لوجدنا أن ما يثير القلق هو أن هناك قوى محسوبة على الشرعية تربطها علاقات تنسيق بطريقة أو بأخرى مع الحوثيين عبر قنوات إقليمية ،تلك القوى يزعجها أي استقرار في المناطق المحررة. بل وقد تسعى بشكل جاد في تحويل بعض الإصلاحات الأخيرة إلى أداة لتقويض جهود الحكومة وتحويل الحرب من الجبهات المباشرة ضد الحوثيين إلى المناطق المحررة كما هي عادتها ، ظناً منها. أن ذلك قد يؤدي لانتزاع الحاضنة الشعبية من المجلس الانتقالي.

في هذا الإطار وجه الزبيدي رسالة واضحة أن المجلس الانتقالي قادر على قيادة المرحلة في الجنوب والمناطق المحررة في الشمال بالتنسيق مع الوطنيين الشماليين، الذين يمثلون قاعدة واسعة من الشعب لمواجهة الانقلاب الحوثي. وأظن أن هناك مشاورات جادة مع هذه القوى لبدء مرحلة جديدة، يكون عنوانها الأول والأهم مواجهة الحوثيين واستغلال العزلة الدولية التي يواجهها الانقلاب، بعد. تهدي ه للاستقرار في المنطقة .

لهذا .. حاول البعض تقزيم القرارات الأخيرة أو اختزالها في زاوية جنوبية فقط في محاولة لتحشيد القوى الوطنية في الشمال ضد الانتقالي، متناسين أن الرسالة الحقيقية تتجاوز الحدود الإقليمية للجنوب، وتستهدف إعادة ترتيب الأولويات الوطنية لمواجهة الانقلاب الحوثي قبل أي شيء آخر، وهو مايؤكد عليه الزبيدي في معظم خطاباته ولقائته مع القوى الإقليمية والدولية .

وعليه ننتظر الأيام والأسابيع القادمة فهي كفيلة بإظهار بعض معالم السياسة التي يقودها المجلس والتي يفترض أن تتبناها الشرعية بعد إتفاق الرياض .

#ناصرـالمشارع