ماوراء الاستراتيجية.. حسابات جنون العظمة لإدارة ترامب وكيف أن الانطولوجيا العربية ستنتصر على الكارثة
هناك علاقة مترابطة مابين ماوراء الاستراتيجية والانطولوجيا المعاصرة ،فالأولى يُعني بها (ماوراء المعرفة)، أي تحويل المعرفة الى فائدة وقيمة عملية، وتعد تغذية معلوماتية شاملة تهدف الى مراقبة فهم واستجابة الآخرين ،كماأنهاوصلة خاصة في الجانب العسكري، والسياسي، والاقتصادي ، تهدف الى تحديد المسارح والمواقع ،ثم توظيفها لاتخاذ القرارات التالية، أما الانطولوجيا المعاصرة فهي تجاوزت مفهوم الميتافيزيقيا، ليتم تعريفها بأنها ( علم المعلومات وهندسة المعرفة )،وبالمجمل تهدف الى تحديد الغموض، وصياغة واقع تعامل جديد أدنى مراتبه تقديم حلول مرتبة تمنع المخاطر.
.
-ماذا تريد أميريكا وإسرائيل من المنطقة العربية؟
ترامب مصاب بجنون العظمة يتوهم بمعية فريقه الإداري ب أنهم يعلمون مايريدون وفق قاعدة أن الآخرين لايتوقعون ماذايريدون، و لايدركون أهدافهم وعاجزون عن تقديم حلول استراتيجية.
اللعبة الصهيوماسونية، والكيان المؤقت المزروع في أرضنا العربية تبنى سياسة أبقاء الأمور على حالها بدون حلول، بل تعقيدها ،والعقل العربي يرى بأن المقاومة العربية ضد الكيان المؤقت هدفها شن حملة نزع الشرعية عن ( دولة الاحتلال) ، وذهبت الى أن المهاجرين الى دولة الكيان المؤقت ليسوا بالأساس بهود بقدر ماهم مرتزقة تم جلبهم من دول العالم، واستراتيجيتهم عبارة عن دولة قوية عسكرياً ومتحررة من تهديدات يمكن أن تشكلها عليها جيوش نظامية في دول محيطة بها، والأهم خلق شركاء إقليميين يقبلون خرائطهم فى الشرق الأوسط بإلغائها للدولة الفلسطينية واستعبادها الاستيطانى طويل المدى للشعب الفلسطينى ،واعتداءاتها المتكررة على سيادة وحقوق الشعوب العربية المجاورة فى لبنان ،وسوريا ؛وعلى العراق، واليمن ،وتهديدها للمصالح الوطنية المصرية والأردنية ،وإيتزاز دول الخليج العربي ، وتمزيق وحدة المغرب العربي، وهلُمجرا.
وهنا فقط سندرك معنى القول بأن السياسة من دون استراتيجية مجرد رد فعل، والأمن القومي بدون تخطيط سياسي مجرد انتظار للخطر، والقادة الحقيقيون هم من يصنعون المعادلة قبل أن تفرض عليهم.
-كيف تبني خلفية من الثقة عند العرب بناء انطولوجيا ماوراء الاستراتيجية؟
العرب مايميزهم أنهم دول ملكية، وجمهورية ،وثورية، وهذا التنوع مصدر قوة، ويمنحهم فضاء المراوحة وكسب الوقت ،ومعروف كذلك بأن النُظم السياسية العربية ليست بالضرورة هيئات رسمية استشارية لإتخاذ القرار ،وبالتالي تتنوع خريطة النخب المؤثرة في صناعة القرار كالجيش، والقبيلة، ورجال الدين..الخ.
العرب في موقع استراتيجي يتوسط العالم، و قوة اقتصادية ، فهم سوق استراتيجي ،وممر ملاحي، ومنطلق خدمات لوجيستية، وهذه أهم نقطة لابد يركز عليها صانع القرار العربي بأمكانها شل مراكز تفكير العدو.
وعليه هناك مسارين،ف الأول عبر البحوث المكثفة الرامية إلى التوصل إلى نماذج بديلة ،أو الثاني المشاريع الافتراضية القادرة على الطفو فوق مسألة غياب الأمن والاستقرار والاستعمار خصوصًا جزئية التحكم بدوائر صناعة القرار العربي ؛وتكون المحصلة يتوجب أن نمتلك استجابة فاعلة لكل المتغيرات والمستجدات ،فالتوقيت عامل مهم في صناعة القرار.
ثمث صراعٌ سياسيٌ استراتيجي عنيف يجري تحت قمة جبل الجليد اليوم في منطقتتا العربية ،وشماعة الإرهاب" اليوم، بوصفه "أمﱠ المشاكل"، وكيف نتجاوز ذريعته ،وتلكم تعتمد على بنية الدولة ،ونظام حكمها ،وموقعها الجغرافي، و قابلية الدولة للتعامل مع الضغوط الخارجية.نحن مطالبون استخدام محاور تقدم غير متوقعة، وحشد الإمكانيات وتوجيه الضربات الرئيسة، ضد أضعف نقاط دولة الكيان المؤقت ، ونحن من يختار أرض المعركة، وليس الصهيونية العالمية.
-نصائح انطولوجيا ماوراء الاستراتيجية للعرب وحلفائهم.
أولوية الحوار الداخلي لحل أزمات الدولة وليس لأحتواء الأطراف المتحاورة، وبمأن العرب أصبحوا أكثر حذرًا فيما يتعلق بالموقف الدولي من قضاياهم وأزماتهم ،وبالتالي ف اللجوء إلى طرق أبواب القوى الكبرى يجب أن يكون حذرًا وناتجًا عن حصافة سياسية،ولا يكون موقف وتصرف سببًا أو مبررًا يعطي الضوء الأخضر للقوى العالمية الكبرى لحسم الأزمة والتدخل.
الانهيار النفسي لدولة الكيان المؤقت سيتحقق لو منعنا استغلال الثغرات المفتوحة والمعرضة التي نفذ منها وخطط لها لسنوات ، وأليكم أمثلة مختصرة بسيطة... فالمقاومة في فلسطين لابد تستمر في فرض معادلة الدم و الدفاع عن الأرض مقابل الكيان المؤقت، ولذلك الدول المجاورة لفلسطين لابُد تلجأ الى اقتصاد الحرب، ومنظومة الطاقة الشمسية ،وبنية تحتية بديلة لحماية المدنيين عند استهداف و تدمير الجسور ،والأهم تعزيز الأمن الغذائي. كمانخُص دول المغرب العربي بسرعة حلحلة نزاعتها البينية في أقرب فرصة،وهناك قاعدة عامة بأن الأولوية للتهديد الخارحي قبل الداخلي .
ختامًا لتوضيح خطورة الحلول التي تقدمها( انطولوجيا ماوراء المعرفة) سأغرد بعيدًا عن سرب عنوان المقال، و سنورد مثال غاية في الخطورة ،وهو أنه بمقدور دولة مثل كوريا الشمالية أن تشل دماغ الولايات المتحدة فجأة من دون سابق إنذار بدون أي هجون واحد على أرضيها؟ كيف ذلك؟ عبر معركة جو فضائية تستهدف فيها الأقمار الصناعية الأميريكية التي تُعد العمود الفقري لكل شيء في بلاد العم سام ،وبالطبع منطقتنا العربية يسرها أن تلقى الأقمار الصناعية للكيان المؤقت( دولة الاحتلال) ذات المصير، وممالاشك فيه بأن الدول العربية تملك من المال لدفع فاتورة هكذا ضربة بالوكالة.
*باحث استراتيجي يمني