غياب الرواتب وجوع يطرق أبواب الأسر

ثلاثة أشهر مضت وأهالي العاصمة عدن يعيشون مأساة لا تُطاق بسبب غياب الرواتب أسر بأكملها أُثقلت بالهموم حتى باتت تبحث على الطرقات عن قرص "روتي" يسد رمق أطفالها الجائعين بينما تغيب الحكومة والمسؤولون ويقف البنك المركزي في انتظار وديعة قد تأتي وقد لا تأتي .

لقد ضاق الناس ذرعاً من المناشدات فكم كتبوا وكم صرخوا ولكن لا حياة لمن تنادي واقع أليم يكشف حجم الكارثة : أسر بلا مصدر دخل وأبناء بلا مدارس ومرضى بلا دواء كيف يعيش المواطن إذا كان راتبه البسيط وهو المورد الوحيد لمعظم أهالي عدن – قد انقطع ؟ لا عقارات ولا استثمارات ولا مدخرات تعينهم على مواجهة هذه الأزمات غير أن هذا الراتب هو شريان حياتهم الوحيد

اليوم الأسر تقف عاجزة أمام متطلبات المدارس الدفاتر والزي المدرسي أصبحت حلماً صعب المنال والدواء تحول إلى رفاهية لا يستطيعها كثير من المرضى بين كل ذلك يقف المواطن مكسور الجناح يرفع يديه إلى السماء قائلاً : حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يلعب بقوت الشعب المغلوب على أمره

إن غياب الرواتب لا يكشف عجز الدولة فحسب بل يفضح حجم الألم الذي يعيشه الشعب كل يوم إنها ليست قضية مالية فقط بل قضية حياة وكرامة قضية أجيال تُحرم من التعليم وأسر تُدفع نحو الفقر والجوع، ومجتمع يُستنزف صبره حتى آخر رمق .

فإلى متى سيظل هذا الوضع قائماً ؟ وإلى متى سيبقى المواطن رهينة غياب المسؤولية ؟ 

إن الراتب ليس منحة ولا ترفاً بل حقٌ مشروع وواجب على الدولة أن تؤديه لأبنائها.