بين معاناة الفقراء ورمي الدولارات في الكليات الخاصة

في الوقت الذي يعيش فيه أغلب أبناء الشعب ظروفًا معيشية قاسية، بالكاد يستطيعون توفير لقمة العيش، تظهر أمامنا مفارقة مؤلمة: هناك من لا يجد قوت يومه، بينما آخرون يدفعون مبالغ تصل إلى (2000 – 2500 دولار) للتسجيل في كليات خاصة مثل كلية العلوم والتكنولوجيا بمديرية المنصورة – محافظة عدن.

السؤال الجوهري هنا: ما الذي يجنيه هؤلاء الطلاب والطالبات من هذه التكاليف الباهظة، خصوصًا في تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية؟ هل هناك مزايا حقيقية توازي حجم ما يُدفع؟ أم أن الأمر مجرد وجاهة تعليمية لا أكثر، في بلدٍ تتكدس فيه آلاف الشهادات الجامعية على رفوف البطالة؟

المفارقة أن أبناء الفقراء يواصلون كفاحهم في التعليم الحكومي، بين انقطاع الكهرباء، وغياب الرواتب، وضيق الحال. بينما البعض الآخر يرمي "الدولار" وكأنه بلا قيمة، دون أن تكون هناك رؤية واضحة لما بعد التخرج، أو ضمان لفرص عمل في سوق مشلول أساسًا.

وهكذا، يبقى التعليم في بلادنا صورة أخرى من صور الفساد ،و التفاوت الطبقي الصارخ: تعليم للفقراء بالكاد قائم، وتعليم للأغنياء بمبالغ طائلة، والنتيجة في الحالتين واحدة… شباب يواجهون مستقبلًا غامضًا، ووطن يزداد بؤسًا.

كتب /,سمير الوهابي .