من حلم "البوفية" إلى كابوس الجبايات: حكاية شباب عدن
اليوم تُوجَّه السهام إلى تجار الجملة والتجزئة، وأصحاب البقالات والمشارب، ودكاكين "الزعقة"، وحتى المطاعم والبوفيات والمشاوي السفري وبائعي البطاط الحُمر وغيرهم. بينما في الواقع، الدولة والحكومة لا تملك أي مشروع حقيقي لتشغيل الشباب سوى "أوراق" ووعود.
لذلك اتجه كثير من الشباب إلى بيع ما تملكه أسرهم ليفتحوا محلاً صغيراً أو دكاناً أو معرضاً أو بوفية للوجبات السريعة، ليخلقوا لأنفسهم فرصة عمل ويستوعبوا بعض شباب الحافة معهم.
لكن ما لبثت السهام أن انهالت عليهم من كل اتجاه: ضرائب، زكاة، رسوم أشغال عامة، واجبات، كهرباء، مياه... كلها تضاعفت عشرات المرات، في إجراءات تمت بعيداً عن أي مراجعة تشريعية أو استشارة خبراء ومهنيين أو حتى موافقة حكومية واضحة.
ثم جاءت أزمة العملة لتضيف "جبلاً فوق ظهر الفقير"، فإذا بالشاب الذي أراد أن يعمل بكرامة من أجل أسرته يواجه "ثالوثاً قاتلاً" ظهر في عدن ينهب ماله كما يُنتزع الكحل من العين، ثالوث يسيطر على المدينة بلا حسيب ولا رقيب.
ما يجري اليوم أقرب إلى أعمال القراصنة، إذ لا نعرف أي جهة قانونية شرعية منحت هذه الزيادات الضخمة وشرعنتها.
وفي الوقت الذي تقلّد فيه هذه الجهات دول الخليج في فرض زيادة الرسوم والإيرادات المالية، فإنها تتجاهل أن تلك الدول تقابل الرسوم بإنجازات ملموسة، وتحسّن في حياة الناس ومعيشتهم وخدمات متطورة.
أما نحن، فزادت الإيرادات وتراجعت الخدمات، حتى لم يعد المواطن قادراً على أن يعيش حياة طبيعية من دون منغصات وتكدير.
ويبقى السؤال: إلى أين تعتقدون أن يتجه الشباب العاطل؟
✍️ كتب/ سمير الوهابي