المسؤولية أمانة وليست وجاهة.. أين أنتم من معاناة الناس في عدن؟

المسؤولية أمانة وتكليف، وليست وجاهة أو تشريف.

في خضم النضال الوطني الدائر في مدينة عدن، وسط مطالبات شعبية بخفض أسعار المواد الغذائية والأدوية وكل ما يحتاجه المواطن البسيط، نجد أن مديري عموم مكاتب الصحة والسكان، التجارة والتموين، والثروة السمكية في محافظة عدن يقفون موقف المتفرج، بعيدين كل البعد عن أي التزام أخلاقي أو إنساني لمتابعة هذه القضايا الملحّة.

في أزمة ارتفاع أسعار الأسماك — وهي قوت الناس اليومي — يتضح جليًّا غياب أي تحرك فعلي من القائمين على مكتب الثروة السمكية في المحافظة ومديرياتها. لا رقابة، ولا متابعة جدية للأسواق، ولا حتى التحقق من الالتزام بالاشتراطات الصحية سواء في أسواق الدولة أو محال البيع داخل الأحياء.

الصور القادمة من تلك الأسواق تكشف حجم الكارثة الصحية: أوساخ متراكمة، بيئة عمل سيئة، أسماك رديئة الجودة، وأسعار ملتهبة لا ترحم محدودي الدخل.

أيها المسؤولون: المسؤولية أمانة وتكليف، لا هروب من حرارة الشمس ولا من تعب الميدان. إن لم تستطيعوا النزول لمراقبة الأسعار ومتابعة الأوضاع، فلماذا قبلتم بهذه المناصب أصلًا؟! ضعوا برنامجًا ميدانيًا للنزول الدوري، تفقدوا الأسواق، تابعوا شكاوى المواطنين، وراقبوا الأسعار كما تقتضي مهامكم.

تذكروا جيدًا الأيام التي كنتم تقفون فيها في طوابير الصيادين، تبحثون عن "وصلة صيد" لأطفالكم… عودوا إلى ضمائركم، فالمسؤولية شرف لا يحتمل التهاون.

كتب /سمير الوهابي.