الذكرى الثانية لاستشهاد القائد عبداللطيف السيد

في مثل هذا اليوم قبل عامين ترجل فارس أبين وسكت صوت لطالما دوّى في ميادين النضال وأرهق الإرهاب حتى بات يترنح في جحوره إنها الذكرى الثانية لاستشهاد القائد الجنوبي البطل صانع السلام وقاهر الإرهاب عبداللطيف السيد أبو محمد قائد الحزام الأمني في محافظة أبين

لم يكن عبداللطيف مجرد قائد عسكري بل كان حالة وطنية متكاملة جمعت بين الحزم والرحمة بين القوة والإيمان بين البندقية والكلمة رجلٌ من طراز نادر لا يعرف التراجع ولا يساوم على أمن شعبه ولا يهادن من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء

 من ميادين النار إلى ذاكرة الأحرار قاد الشهيد معارك شرسة ضد تنظيم القاعدة منذ العام 2012 حين كانت أبين تئن تحت وطأة الإرهاب لم يتردد، لم يتراجع بل تقدم الصفوف وواجه الموت مرارًا حتى فقد إحدى عينيه في تفجير غادر لكنه لم يفقد بصيرته الوطنية ولا عزيمته الحديدية

في عملية سيوف حوّس التي كانت آخر معاركه واجه التنظيم الإرهابي في مودية وارتقى شهيدًا وهو يقود رجاله بشجاعة نادرة سقط الجسد لكن الروح بقيت تحلق في سماء الجنوب تزرع فينا الإصرار وتوقظ فينا الذاكرة

في الذكرى الثانية، أحيا أبناء أبين المناسبة بفعاليات شعبية ورسمية جسدت مكانة الشهيد في قلوب الناس مباراة كروية حملت اسمه دفعة جامعية خُلدت باسمه ووقفات وفاء رسمت صورته في وجدان الأجيال

الناس لم ينسوا من دافع عنهم من نام في الخنادق ليحرس أحلامهم من جعل من جسده درعًا لأبين ومن روحه منارةً للجنوب

عبداللطيف السيد اسم في سجل الشهداء بل مدرسة في الوطنية في القيادة في الإخلاص ترك خلفه إرثًا من البطولات وقلوبًا لا تزال تنبض بحبه ورايةً لن تسقط ما دام في الجنوب رجالٌ يسيرون على خطاه

في ذكراه الثانية نقول له نم قرير العين يا أبا محمد فجنودك على العهد وأبين تحفظ اسمك في ترابها وتروي حكايتك لكل من يسأل عن معنى البطولة