الحوثي والمخدرات.. السمُّ الإيراني الناعم الذي يدمر اليمن من الداخل

كتب| أحمد الشعيبي
في فقه الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة لحفظها، يتصدر العقل قائمة ما يجب صونه، لأنه مناط التكليف، ومصدر الوعي، وأساس التمييز بين الحق والباطل. ومن هنا كان تحريم الخمر والمسكرات والمخدرات تحريمًا باتًا، لا لبس فيه ولا تأويل. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]. وقال النبي ﷺ: «كل مسكر خمر، وكل خمر حرام».
إنّ المخدرات اليوم لم تعد مجرد جريمة فردية، بل تحوّلت إلى سلاح إبادة جماعية ناعم، وسلاح استراتيجي في حروب النفوذ والسيطرة. ولم يعد تهريبها مقتصرًا على تمويل العصابات، بل بات أداة بيد الأنظمة والجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة الحوثي، لتدمير المجتمعات، وتخدير الشعوب، وتجريدها من وعيها وإرادتها.
لقد بات واضحًا أن الحوثي لا يكتفي بتدمير اليمن بالصواريخ والقذائف، بل يستخدم المخدرات كقذائف أشد فتكًا، تهدم الإنسان من داخله، وتحوّله إلى أداة طيّعة، منزوع الإرادة، لا يقاوم، ولا يفكر، ولا يثور.
في صنعاء اليوم، وفي مناطق سيطرة الحوثي عمومًا، نُشاهد كيف تحوّلت الأسواق إلى نقاط ترويج للمخدرات، وكيف أصبحت الحبوب المهلوسة والحشيش والكبتاجون متاحة بين أيدي الشباب والمراهقين بل والنساء أحيانًا. لم يعد الإدمان ظاهرة خفية، بل مشهدًا يوميًّا، يُمارس في وضح النهار، ويغضّ الطرف عنه عمداً، بل ويُرعى من قبل من يُفترض بهم حماية المجتمع.
تتقاطع خطوط التهريب من شبوة والمهرة وصعدة، برعاية الحرس الثوري الإيراني، الذي يرى في كل حبة مخدرة تُسقَى لشابٍ يمني، رصاصة تُطلق على مستقبل اليمن، وعلى وعيه الجمعي.
وهنا نطرح السؤال الجوهري: لماذا ينشر الحوثي المخدرات؟
الإجابة باختصار: لأنه يريد شعباً خانعاً، مدمناً، هشًّا، لا يقدر على الرفض، ولا يملك قدرة المقاومة. يريد شعبًا لا يخرج لثورة، ولا يطالب بعدالة، ولا يقف في وجه الجور. يريد صنعاء صامتة، خانعة، غارقة في الضياع.
يا أهلنا في صنعاء، يا شباب اليمن، يا آباء وأمهات:
نقل عن بعض السلف: «إذا أراد الله بقوم سوءًا نزع عقولهم، فكان أول ما يُهلك منهم العقل».
فدافعوا عن عقولكم كما تدافعون عن أرضكم، واحموا أبناءكم كما تحمون منازلكم، فالعقل المسلوب لا يُقيم عدلًا، ولا يُقيم دينًا.
واعلموا أن من يُسقِي أبناءكم المخدرات، ليس سوى عدوٍّ يتقن القتل، تارةً بالقذيفة، وتارةً بالحبّة، وتارةً بالسكوت والتواطؤ.
واعلموا أن كل مدمنٍ اليوم، قد يتحوّل إلى قاتلٍ غدًا، وقد يصبح أداةً في يد المجرم، يضرب بها المجتمع نفسه، ويهدم بها البيت من داخله.
إنّ المجتمع المدمن لا يبني أمة، ولا يحمي وطنًا، ولا يُربّي جيلًا.
والمعركة اليوم لم تعد فقط بالسلاح، بل بالفكرة، والكلمة، والموقف، والموقف هنا واضح:
نشر المخدرات خيانة وطنية، ومن يتورّط فيها فهو عدوّ، مثله مثل من يقصف المدن ويفخّخ المدارس ويزرع الألغام.
إننا اليوم أمام واجب شرعي ووطني وأخلاقي:
● التبليغ عن المروّجين،
● مقاطعتهم،
● فضحهم،
● الوقوف في وجههم بكل الوسائل الممكنة.
وإننا نوجّه الدعوة الصادقة إلى كل مؤسسات الدولة، والخطباء، والعلماء، والمعلمين، والآباء والأمهات، والإعلاميين، للوقوف في وجه هذه الحرب القذرة، التي تستهدف أعزّ ما نملك: شبابنا، عقولنا، مستقبلنا.
التربية والتعليم، الإعلام، المساجد، مراكز التوعية، كلها جبهات مفتوحة لهذه المعركة.
ولا بد أن نكون جميعًا جنودًا فيها، دفاعًا عن اليمن، وعن صنعاء، وعن الإنسان.
وندعو أبناء العاصمة وكل الأحرار في اليمن إلى دعم الحملة الوطنية التي تتزامن مساء الجمعة الساعة الثامنة، تحت وسم:
#الحوثي_يدمر_المجتمع_بالمخدرات
#صنعاء_تختنق_بالمخدرات
فليكن صوتنا واحدًا، وموقفنا ثابتًا، والتاريخ سيكتب من الذي وقف مع الوطن ومن الذي باعه مقابل حفنة من الحبوب والسموم.
اللهم إنّا بلغنا، اللهم فاشهد.
اللهم عليك بمروّجي المخدرات، ومن سهّل لهم، ومن موّلهم، ومن رعاهم، ومن تستّر عليهم، من الحوثي وأعوانه ومن وراءه..
اللهم احفظ شبابنا، وبلادنا، وعقولنا، من شرّهم وشرّ مخططاتهم.
والله المستعان.