عدن… قريتي الكبيرة!
أقف اليوم أمام هذا الواقع المؤلم، وأقولها بمرارة لتلاميذ عفاش: لقد نفذتم وصيته بحذافيرها، بل فُقتم أستاذكم في الخبث والدهاء!
لو كان عفاش حياً، لما استطاع أن ينسج هذا المخطط الجهنمي الذي نجحتم في تنفيذه بخبثٍ نادرٍ وذكاءٍ شيطاني… لقد فعلتم ما لم يستطع فعله في ثلاثين عاماً!
حولتم عدن – العاصمة، الرئة، الحضارة، الكرامة – إلى قرية كبيرة…
لا كهرباء، لا أمن، لا خدمات، لا كرامة، لا سيادة…
تحكمونها وكأنها غنيمة، وتنهشونها وكأنها بلا أهل، بلا تاريخ، بلا وجع!
شكراً لكم على هذا الدرس القاسي!
نعم، علمتمونا أن الحرب ليست بالقوة ولا بالسلاح، ولا بعدد الأفراد ولا الجيوش… بل هي بالعقل، بالتخطيط، بزرع الخونة، بشراء الذمم، بصناعة الأزمات، بسياسة الأرض المحروقة!
علمتمونا أن تدمير الأوطان لا يحتاج لقنابل، بل لمجموعة أدمغة خبيثة تلبس ثوب الوطنية، وتغني باسم الجنوب وهي تطعنه في الخاصرة!
علمتمونا كيف يُغتال الوطن وهو لا يزال على قيد الحياة!
لكن تذكروا جيداً:
الشعوب قد تنكسر، لكنها لا تموت…
والتاريخ قد يصمت، لكنه لا ينسى…
وعدن، وإن حولتموها لقرية اليوم، ستعود غداً كما كانت… مدينة الحياة، مدينة النضال، مدينة الجنوب الحر الأبي.
✍???? جلال باشافعي | صوت الشعب الجنوبي