مجلس الثمانية جواكر، والإنجاز الكهربائي الجبار
في تطور دراماتيكي غير متوقع، كعادة كل شيء في بلاد العجائب، خرج علينا رئيس مجلس الثمانية عراري، بتصريح ناري، يقطر أسى وينقط اهتماماً، تماماً كحالة مكيف في عز الصيف بعد نفاد الوقود.
الرجل حماه الله من غضب النسوان، بعد وفاة الرجولة، أعلن أنه تابع الاحتجاجات الأخيرة بـ"ألم شديد"
"يا وجعي"
لا نعرف إن كان الألم في الضمير (إن وجد)، أم في عضلة اللسان التي نطقا بها كفرا.
وأضاف سيادته، بوقار يشبه وقار عارضة أزياء في دكان يبيع الملبوسات البالية، أنه سيلجأ للشحاتة بكرامته الكاملة من الأشقاء الكرام، في محاولة "نبيلة" منه لـ"التخفيف" من أزمة الكهرباء.
تخفيف فقط، يعني "إسعاف" مش حل ولا علاج نهائي، لأنه مش وقت حلول، يا جماعة الخير ، لأننا من وجهة نظرهم شعب يعشق المعاناة ويذوب في دباديبها.
المضحك المبكي، أن سيادته أشار إلى أن الأزمة "طارئة" وتحتاج إلى تدخلات "سريعة".
كأن الكهرباء انقطعت قبل يومين، وكأننا لم نقضِ عقداً كاملاً على ضوء الشواحن، ومراوح اليد.
الرجل يبدو عليه أنه للتو فتح قناة المستقلة (على التظاهرة النسوية) وتفاجئ بأن الشعب في عدن يعاني.
وزاد في الأخير "ختمها بضفعة" ، ليطلب من الشعب منحه فرصة ومزيداً من الوقت!.
ما أقساك أيها المواطن في عدن، خليه يأخد وقته، يمكن بعد ثلاثين سنة نشوف أول لمبة تولع بعد رحيله.
"ليتهم رقدوا"
ويضيف بجدية مصطنعة: "سألزم الحكومة بالعمل بطريقة مختلفة". مختلفة؟! تقصد يطبخوا على الحطب بدل الغاز؟ ولا يحطوا مراوح ورقية بدل المكيفات؟
بكل صدق، نحن أمام حالة نادرة، لا تُفك شيفرتها في مختبرات السياسة ولا في معامل المنطق. رئيس المجلس هذا كائن سياسي خرافي، خرج إما من رواية فكاهية سيئة التأليف أو من ثلاجة انقطعت عنها الكهرباء منذ 10 سنوات.
عزيزي المواطن، لا تحزن.. اضحك. نحن في بلاد إذا انفجرت فيها الأزمة، انفجرت معها النكات. وإذا زاد القهر، زادت قوة الكوميديا. فنحن نعيش في وطن عظيم، فيه "مسؤولون" من كوكب آخر، يطلبون الوقت ليبحثوا عن الحل، رغم أن الأزمة نائمة بجوارهم في سرير معاشيق منذ أن لبسوا البدلات الرسمية.
وختاماً، نقول لرئيس المجلس المبجل
يركبك عفريت يا بعيد، بس لو سمحت طفي المكيف، "ثلجنا"
نعلبوا بابور جابك