مؤتمر شباب تعز الانتهازي
مشكلة الانتهازية مشكلة عميقة في المجتمع اليمني وتعز ليست استثناء، لكن الانتهازية التي اتحدث عنها مختلفة تماما عن المعنى المألوف، نحن نفتقر لمجتمع انتهازي، نحن بحاجة إلى مجتمع انتهازي بمعناه الإيجابي من ينتهز الفرص لاستعادة حقه، انتهازي تجاه حقوقه المشروعة تجاه كل ظرف أو فرصة سانحة لإعادة صياغة المعادلة بين السلطة والمواطن لاحداث تغيير ولو طفيف في منظومة الفساد وجدت نفسها وحيدة أمام حقوق سائبة من قبل اصحابها ولم تتورع عن العبث بها.
هجوم حاد وشكوك وتسفيه لجهود شباب انتهزوا فرصة إحداث تغيير في المشهد وكل السهام توجهت عليهم وكأن ما يعيق إنهاء الفساد المريع بالمدينة كان ينقصه إزاحة هذا الجهد وإيقاف أي انشطة لهم، ويا لها من فرصة لو حدث ذلك ستكون أمام منظومة الفساد لتواصل الانتهازية السلبية والسلب والنهب لوقف جهد منظم ومقلق أكثر من الجهود العشوائية (التي اعتادت على التعامل معها باستخفاف مخزي طوال سنوات).
ايش مشكلة مؤتمر الشباب؟ انتهازي ؟ يدور مناصب وحصص؟ يدور مصالح؟ يدور تحسين وضع عام أو خاص؟ يسعى للحصول على حقوق خاصة او عامة؟ فهلوي؟ ماذا لو تحول كل شخص انتهازي يسعى لتحقيق كل ذلك من سلطة محلية مثل التي في تعز؟ واحد يشتي خدمات واحد يشتي يكون انتهازي يدفع ٣٠٠ على الكيلو الكهرباء ومشروع مياه بسعر معقول وتحسين وضعه الوظيفي والمادي ايش بيحصل؟ مش عيب طبعاً هذا حق، لكن الانتهازية الشخصية لكل فرد في المجتمع يجبر السلطة على تحقيق المصلحة العامة لصعوبة التعامل مع كم هائل من المصالح الخاصة التي يراد تحقيقها.
الأحزاب السياسية في تعز وصلت لنفس المرحلة لكن لتحقيق مصالحها، تصارعوا عشان الاستحواذ على مصالح خاصة ومناصب وامتيازات وكل حزب طالب بحصة لما وصلوا لاتفاق يحقق المصلحة العامة لكل الأحزاب وسكتوا عن بعض واي مطالب في هذا المسار من خارج منظومة الأحزاب تمثل خطر للاتفاق الانتهازي المتفق عليه ويفرض معادلة جديدة تسحب البساط من تحتهم شيئاً فشي ببعض الملفات وهذا الوضع المطلوب وكل ما اتسعت رقعة المطالب وانخرط فيها المجتمع ضاقت دائرة المصالح الخاصة بالاحزاب والاشخاص لصالح المصلحة العامة للمجتمع.
وانتهازية المجتمع الذي يمارسها غريبة مساراتها واهدافها وكلها، كلها لا تذهب في اتجاه تحقيق مصلحة عامة بقدر ما هي انتهاز فرصة النيل من جهود تهدد مصالح البعض أو انتهاز فرصة وجود موضوع للترند من أجل الخوض فيه لأجل الخوض فقط، وأسباب أخرى شخصية وبعضها منطقية تحتاج الوقوف عليها.
والكل يرى أنه على صواب في نقده وما طرحه من ملاحظات وإن كانت لا ترقى لسماعها ناهيك عن مناقشتها.
لماذا حظر المحافظ مؤتمر يجب ان يكون في موقف مناهض له؟ هذه جريمة؟!!!! ما هو هذا المحافظ نفسه حاضر بمبنى محافظة تنبذه من اصغرهم إلى اكبرهم نظرا لمركزه القانوني كأعلى سلطة بالمحافظة ونطالب مجموعة شباب يمنعوه دخول مؤتمر باسم المحافظة؟!!! هل خرجوا يحبوه مثلاً بعد ذلك او تغير موقفهم منه ؟ لا ؟!! إذن فين المشكلة بالضبط؟!
تحول السخط على المحافظ كأساس المشكلة والنكبة نحو الشباب وذهب الناس لسلخ جلد المسؤولين عن المؤتمر وأصبح الوضع عمياء تقود مجنونة والمحافظ مبسوط سعيد نال ما أراد من اصراره على حضور المؤتمر.
إدارة المواضيع في تعز بذات الطريقة والعقلية منذ سنوات في كل ملف ونشاط وجهد ما اثمرت شيء سوى ذهاب الوضع من سيء لأسوأ، نحتاج تغيير في التعاطي والتفكير مع الوضع كي نأتي بتغيير ملموس، أما في كل مرة نستخدم نفس السلوك الخاطئ الذي اثبت فشله وننتظر نتائج مختلفة فهذا هو الجنون بحد ذاته.
وما بنطولش أكثر ????